قالت صحيفة “فاينانشال تايمز”، إن الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع أطلقت حملة واسعة لتفكيك إمبراطورية الكبتاغون التي تركها خلفه نظام بشار الأسد، والذي حول سوريا إلى واحدة من أكبر دول المخدرات في العالم، إذ بلغت قيمة تجارة الكبتاغون أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً.
ونقلت الصحيفة، أن إنتاج الكبتاغون والاتجار به انخفضا بنسبة تصل إلى 80% منذ سقوط النظام في كانون الأول الماضي، فيما أكدوا أن التحديات لا تزال كبيرة بسبب مقاومة الشبكات والفراغات الأمنية في بعض المناطق.
وأوضحت أن استخدام الكبتاغون كان واسع الانتشار بين جنود نظام الأسد، حيث كان القادة يضيفونه للطعام والشراب لزيادة التحمل وكبح الجوع، مستفيدين من البنية التحتية الدوائية وموانئ البحر المتوسط لتصدير المخدرات.
وكان ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة، محورياً في هذه التجارة، مانحاً المهربين حصانة عسكرية، ومحوّلاً منشآت مثل مطار المزة إلى مراكز إنتاج.
وأشار التقرير إلى أن القوات السورية الجديدة نفذت مداهمات واسعة النطاق، شملت مختبرات ومخابئ في فيلات مرتبطة بالنظام، واعتقلت تجاراً كباراً، من بينهم وسيم الأسد، ابن عم بشار، في حزيران الماضي.
ولكن رغم ذلك، لا تزال بعض المناطق الخارج عن سيطرة الحكومة، تعمل فيها ميليشيات مرتبطة بإيران وميليشيا “حزب الله”، إلى جانب شبكات في السويداء ودير الزور والحسكة، في تهريب المخدرات باستخدام الطائرات المُسيّرة وطرق مبتكرة أخرى.
وأكدت الصحيفة أن الحرب على المخدرات في سوريا لن تكون قصيرة، إذ يبقى الطلب الإقليمي مرتفعاً، بينما تواجه الحكومة الجديدة تحديات الفساد واستمرار بعض عناصر الأمن في التواطؤ مع مهربي المخدرات، ما يجعل المعركة طويلة الأمد ومعقدة.