بحث
بحث
تعبيرية

نقص العمالة تدفع شركات تنظيف لتوظيف أطفالاً للعمل في مستشفيات دمشق

قالت وسائل إعلام محلية، الأربعاء 30 تشرين الأول الجاري، إنّ معظم شركات التنظيف والتعقيم المتعاقدة مع المشافي باتت تعتمد على توظيف الأطفال بأعمار تتراوح ما بين 13 و14 عاماً، بسبب نقص العمالة الحاد الذي تُعاني منه مختلف القطاعات، بالتنسيق مع إدارات المشافي، الخاصة منها والحكومية.

 وذكرت جريدة البعث الرسمية أنّ تلك الشركات لا ترى خياراً آخر أمامها إلا بقبول عمل أطفال من هذه الشريحة على الرغم من المخاطر الكبيرة على صحتهم جرّاء عملهم في مثل هكذا أماكن.

وقال الدكتور عصام أنجق الاختصاصي بالأمراض الإنتانية عند الأطفال إنّ هناك مخاطر في عمل الأطفال في المشافي والتي تتمثّل بأمرين اثنين، الأول عدوى بالأمراض المعدية كالإنتانات والالتهابات والفيروسات، خاصةً مع دخول فصل الشتاء الذي تكثر فيه حالات الإنفلونزا، ما يجعل الأطفال عرضة للإصابة بها نتيجة احتكاكهم المباشر مع مرضى غير معزولين ينتظرون تشخيص حالاتهم المرضية بشكل نهائي كـ “كورونا” أو بعض الأمراض السارية والمعدية التي تحتاج لأقسام عزل.

وأشار إلى أنّ الأمر لا يقتصر على الأطفال العاملين في المشافي، بل قد يمتد إلى الكادر الطبي، وهذا ما حدث مع عدة أطباء أصيبوا بالحصبة أو جدري الماء وغيرها من الأمراض المعدية.

ولفت إلى الخطر الذي قد يُشكله الأطفال أنفسهم على المرضى أو على محيطهم، كأن يكونوا هم أنفسهم مصابين ببعض الأمراض، إضافة إلى تعاملهم الخاطئ في بعض الأحيان مع بعض النفايات والمواد الطبية المستعملة والتي يفترض وضعها بأكياس خاصة، والتي ولعدم إدراكهم لخطورتها قد تشكل خطورة على حياتهم نتيجة ملامستهم لها كإفرازات قد تنتج في حالات معينة بعد العمل الجراحي، كالقيح أو العصيات الزرق والإنتانات الأخرى التي قد يُلوث بها الطفل أثناء تنظيف نفايات الضمادات العائدة لها في غرف المرضى.

ونقلت الجريدة عن أحد مالكي شركات التنظيف، أنّ الشركة مضطرة لتوظيف أطفال بأعمار صغيرة بسبب عزوف الفئات العمرية الأكبر عن العمل، وخاصةً مع سماح القانون بتوظيف الأطفال فوق سن 15 عاماً.

ونوّه إلى التزامهم بـ “القانون لجهة العمر”، إضافة إلى تحديد ساعات عمل لا تتجاوز خمس ساعات، مع تقديم وجبات طعام للجميع.

وأضاف أنّ العمل مع الأطفال متعب، غير أن هناك صعوبة كبيرة لجذب الأعداد المطلوبة من العمال البالغين، بسبب تدني الأجور الذي يصل الحدّ الأدنى لها إلى 279 ألفاً أي 9000 ليرة يومياً، متسائلاً من العامل البالغ الذي سيقبل بأن يعمل مدة 12 ساعة براتب أقل من مليون ليرة مع عطلة أسبوعية؟، ولفت في الوقت ذاته إلى أنّ رواتب العمال لديهم تتراوح ما بين 500 ألف و800 ألف ليرة.