ارتفعت أسعار معظم المواد الاستهلاكية والخضروات والمنظفات خلال شباط الجاري بنسبة 30% نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء في سوريا، حتى أصبح راتب الموظف الحكومي لا يكفي ثمن وجبات طعام ليوم واحد، وفقاً لموقع العربي الجديد.
وقال الموظف السابق في وزارة المالية السورية محمود طلع إنّ ثمن وجبة الطعام الواحدة تجاوز 200 ألف ليرة سورية ومن دون لحمة طبعاً، لأن سعر كيلوغرام لحم الخروف تعدى 250 ألف ليرة.
وأضاف طلّع أن تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي لأكثر من 14500 زاد من رفع الأسعار خاصة للسلع المستوردة منها، إذ لم تسلم، المأكولات الشعبية من لهيب الأسعار، بل شهدت قفزات سعرية بأكثر من 30%، مشيراً إلى أن سعر سندويشة الفلافل وصل نحو 9 آلاف ليرة والشاورما الصغيرة إلى 20 ألف ليرة، وكيلو الشاورما تجاوز 150 ألفاً، في حين تعدى سعر كيلو الفول بالمحال الشعبية 15 ألف ليرة.
وبنسبة مقاربة ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية كالأرز والسكر والخضر والفواكه والمنظفات، وسط توقعات بالمزيد من ارتفاع الأسعار بالتوازي مع تراجع سعر الصرف واقتراب شهر الصوم.
ورفعت حكومة النظام السوري خلال الأسبوع الفائت أسعار المحروقات ما انعكس على أسعار جميع السلع والمنتجات، على اعتبار أن المحروقات مكوّن رئيس في كلفة إنتاج جميع المنتجات الصناعية والزراعية، خاصة بواقع قطع التيار الكهربائي 20 ساعة يومياً والشح الكبير في مادة الغاز.
وقال الخبير الاقتصادي عبد الناصر الجاسم إن رفع الرواتب والأجور الشهر الماضي جاء كـ”كارثة على السوريين” لأن الأسعار ارتفعت وسعر الليرة تراجع، ورأى التجار بزيادة الأجور فرصة لرفع الأسعار الأمر الذي انعكس في النهاية ذوي الدخول المحدودة الذين لم يصل دخلهم بعد الرفع إلى 220 ألف ليرة، في حين أن تكاليف المعيشة لأسرة مؤلفة من خمسة أفراد تصل شهرياً إلى 12 مليون ليرة.
واعتبر الجاسم أن الدول تبحث عن طرق لدعم المصدرين والصادرات في حين أن نظام الأسد ألزم المصدّر بتسليم نصف قيمة صادراته بالدولار للمصرف المركزي بالسعر الرسمي المنخفض، متوقعاً أن هذا القرار سينعكس على قلة السلع في السوق وارتفاع أسعارها، خاصة أنه تزامن مع تراجع المستوردات إثر أحداث البحر الأحمر الذي انعكس على المستوردات لسورية وزاد التكاليف بنحو 100%.
وعزا عضو الجمعية الحرفية للمطاعم بدمشق سام غرّة السبب وراء ارتفاع الأسعار المفاجئ إلى شح مادة الغاز في الأسواق، حيث يضطر أصحاب المطاعم والمحال إلى شراء أسطوانة الغاز الصناعية بالسعر الحر الذي قد يتجاوز في بعض الأحيان 500 ألف ليرة.
وكشف غرّة أن الجمعية رفعت مقترحاً بتعديل تسعيرة المأكولات للمطاعم والمحال ومن المتوقع أن يتم إصدار النشرة الجديدة في شهر آذار المقبل، مشدداً على أن التسعيرة القديمة وضعت في شهر أيلول الماضي.
وارتفعت أسعار منتجات الألبان ليسجل سعر كيلو اللبن نحو 9 آلاف ليرة، وسعر كيلو الحليب 7500 ليرة، وسعر كيلو اللبنة البلدية 28 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة البلدية 37 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبنة الشلل 65 ألف ليرة.
وتبدّى أثر رفع سعر المحروقات إلى جانب السكر والدقيق على أسعار الحلويات ليصل سعر كيلو الحلويات المتوسطة نحو 300 ألف ليرة، في حين لا يقل سعر كيلو الحلويات الشعبية عن 50 ألف ليرة.
وأكد رؤساء كل من الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات الجمعية الحرفية للمحامص والموالح والمكسرات والتوابل والبن واتحاد الحرفيين في دمشق أنّ ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء أدى لزيادة أسعار أكثر من 650 سلعة ومنتج بنسب متفاوتة.