بحث
بحث
مشفى ابن رشد للأمراض النفسية في دمشق - انترنت

تردي الوضع المعيشي يفاقم الأمراض النفسية لدى السوريين

أدى تردي الوضع الاقتصادي في سوريا إلى انعكاسات سلبية على الحالة النفسية للسوريين، منها تزاد الاضطرابات وحالات الإكتئاب والقلق والأمراض النفسية.

وأشارت الطبيبة النفسية دينا قباني إلى أنّ سوء الحالة الاقتصادية في البلاد وعدم قدرة الكثيرين على دعم عائلاتهم أو إطعام أطفالهم أو التخطيط لمستقبلهم فضلاً عن التفكير المستمر بكيفية الحصول على أبسط متطلبات الحياة والحفاظ على مستوى معيشي مقبول في ظل الغلاء الحالي زاد من الشعور بالعجز لديهم، وفقاً لصحيفة الوطن الموالية.

وأوضحت أنّ عيادات الطب النفسي مكتظة بالمرضى ممن يعانون من حالات قلق أو اكتئاب نتيجة الضغوطات المادية التي يعانون منها في ظل تدني الرواتب والأجور وعدم مقدرتهم على تنويع مصادر الدخل.

وقالت القباني “إن غالبية الشباب السوريين يعانون من القلق على مدار اليوم بشأن تأمين أبسط مقومات حياتهم من مقعد في سرفيس إلى وصول رسالة أسطوانة الغاز، وتأمين أدنى متطلبات الحياة”.

وأكّدت الطبيبة والمعالجة النفسية نعمت الداهوك أن هناك تقارير طبية تكشف عن ارتفاع الجلطات القلبية والدماغية لدى الشباب دون الثلاثين والراشدين دون الخمسين.

ولفتت إلى وجود تزايد ملحوظ في نسبة القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري حتى الأطفال ظهرت عليهم اضطرابات نفسية وسلوكية لم تكن منتشرة بشكل كبير في المجتمع السوري كالتوحد.

وأشارت إلى ضرورة إطلاق دورات في المراكز الاجتماعية لتأهيل وتدريب الأمهات في ظل تحديات الهجرة والسفر والبعد عن الأهل، مضيفة أن عدم الترخيص للمعالجين النفسيين على افتتاح مراكز ومكاتب تأهيل نفسي سوف يزيد من الأمراض النفسية.

بدورها بينّت الطبيبة النفسية فردوس صواف أن حالات الانتحار عند النساء تظهر بشكل أكبر والاضطرابات المزاجية عند الرجال أكثر، إضافة إلى تزايد حالات الاضطرابات المزاجية المترافقة بنوبات غضب وما ينجم عنها من مشكلات أسرية واجتماعية تهدد الأمن النفسي للفرد وتساهم في تفكك الأسرة.

وأكّدت الطبيبة دينا القباني أن النساء معرضات للاكتئاب بشكل عام أكثر من الرجال، وأنه من غير المستغرب أن ترتفع هذه المعدلات في ظل الظروف الاقتصادية.

واعتبرت أنّ المسؤوليات تضاعفت على المرأة السورية سواء ضغط مسؤوليات المنزل أم ضغط العمل وتربية الأطفال، مشيرة إلى أن كثيرا من المراجعات يقضين أغلب الأوقات وحدهن مع الأطفال في ظل غياب الأب أغلب أيام الأسبوع بسبب الأعمال المتعددة والدوام لساعات طويلة.

وأوضح أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق ورئيس قسم الأمراض الباطنة في مشفى المواساة الجامعي الدكتور يوسف لطيفة أواخر العام الفائت أن نسبة الأعراض الاكتئابية منتشرة في سوريا بنسبة كبيرة مضيفاً أنّ كثر من دراسة تمّ إجراؤها سواءً في جامعة دمشق أو في الجامعات السورية الخاصة على طلاب الجامعات تدل على أن نسبة الأعراض الاكتئابية أكثر من النسب العالمية المعروفة.

وعزا لطيفة حينخا أنّ زيادة الأمراض النفسية متعلقة بالظروف الاجتماعية أو الاقتصادية التي يعيشها الفرد وهو ما ينطبق على معظم السوريين وأسهم في زيادة أمراض القلق والقلق المعمم والاكتئاب واضطراب الصدمات النفسية واضطرابات التكيف أو التلاؤم.