كشف رئيس شعبة الإسعاف والعيادات في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق الطبيب جابر محمود عن زيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 20% قياساً بذات الفترة من العام الفائت.
وأوضح محمود أن أكثر من نصف حالات الإصابة بسوء التغذية إذا لم تعالج في مراحلها الأولى فهي معرضة للوفاة، إذ يصاب الطفل خلال هذه الفترة بـ”العقابيل” على مستوى الكلية أو القلب أو الكبد فيصبح لدى الطفل نوع من الحماض إضافة إلى العرضة للإنتان بسبب نقص المناعة.
وأضاف أنّ طرق الوقاية من تفاقم الحالة المرضية تعتمد على التثقيف والإرشادات ومحاولة تأمين الوسائل العلاجية لمرضى سوء التغذية مجاناً، وفقاً لموقع أثر برس الموالي.
وعزا رئيس شعبة الإسعاف وأخصائي التغذية الزيادة في معدل إصابة الأطفال بسوء التغذية إلى التضخم الاقتصادي وضعف القدرة الشرائية لدى غالبية السوريين ما يمنعم من تأمين القيمة الغذائية اللازمة لنمو وصحة الطفل.
ولفت إلى أنّ نقص المواد الغذائية للأطفال في سنواتهم الأولى ينعكس بشكل سلبي على نمو الطفل الشكلي والطولي والوزني وكذلك العقلي، مشيراً إلى أنه عندما تتأثر تغذية الطفل في مراحله الأولى سيتأثر نموه بالكامل.
وأكد رئيس قسم الأطفال في مشفى المجتهد الدكتور قصي الزير أن الوضع الاقتصادي في سوريا أثر على جميع المستويات العمرية وخاصة الأطفال وازدادت حالات سوء التغذية وفقر الدم لديهم بشكل مضاعف.
وأضاف أن “الغلاء المعيشي في ريف دمشق كان له دور كبير بسوء التغذية عند الأطفال، وهناك أطفال سريعي النمو ويعانون من عوز في الحديد والفيتامينات مثل فيتامين B12، وهنا يكمن دور الأطباء الفعال في مراقبة حالة الأطفال من عمر 6 أشهر وتقديم ما يلزمهم من فيتامينات والعناية بالغذاء الصحي والسليم بالإضافة للرضاعة، وفي بعض الأحيان يكون حليب الأم أفقر من الحليب المساعد لأن الحليب المساعد مُضاف عليه شاردة الحديد المهمة للطفل”.
وذكرت تقارير أممية في أوقات سابقة أن معدلات فقر الدم تقارب 25% من السكان في سورية ممن هم دون الخامسة، ومعدل انتشار التقزم بين الأطفال يتجاوز 25% نتيجة سوء التغذية، بينما وصلت أعداد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى 12 مليون سوري.
ورصد تقرير نشره مجلس الأمن الدولي حول الاحتياجات الإنسانية في سوريا مطلع العام الفائت أن 15 مليون و300 ألف شخص في سوريا غالبيتهم من الأطفال يعانون من نقص في المواد الغذائية الأساسية.
