بحث
بحث
حي الحجر الأسود - فرنس برس

عمليات الهدم والتعفيش مستمرة في حي الحجر الأسود

تواصل بلدية الحجر الأسود التابعة لمحافظة دمشق هدم الأبنية المصنفة على أنها خطيرة أو آيلة للإنهيار، فيما تستمر ورشات تابعة لقوات النظام عملية الهدم بغرض التعفيش وتدوير الأنقاض وسحب الحديد منها.

وفي كلا الحالتين لم تتوقف عمليات الهدم والتعفيش في المدينة منذ سيطرة قوات النظام عليها منتصف العام 2018، وفقاً لموقع سوريا ريبورت المختص بالملكية العقارية وحقوق السكان.

وتتركز عمليات الهدم في حيي الجزيرة والأعلاف وأطراف المدينة من جهة حي القدم، وتشرف على جزء من عمليات الهدم لجنة السلامة العامة التابعة لمحافظة ريف دمشق.

وأجرت اللجنة خلال السنتين الماضيتين دراسة فنية للحالة الإنشائية للأبنية في الحجر الأسود وحددت الخطيرة منها الآيلة إلى الانهيار التي يجب إزالتها، وآخر تلك الدراسات جرت في حي الجزيرة في أيار 2023.

وطلبت بلدية الحجر الأسود على إثر تلك الدراسة من أصحاب المساكن في الحي مراجعتها خلال مدة 15 يوماً للاطلاع على نتائج الدراسة ومعرفة وضع عقاراتهم إن كانت بحاجة إلى إزالة، أو تدعيم وترميم.

ولم تكن دراسة اللجنة العامة للسلامة دقيقة وشاملة لجميع أبنية الحي، ففي حين حصل بعض أصحاب العقارات على بيانات كشف عن حالة عقاراتهم الإنشائية، لم يحصل آخرون على أي تقارير تخص أبنيتهم كونها لم تخضع للدراسة أساساً.

ووجه موظفون في البلدية المراجعين للكشف بأنفسهم على مساكنهم كي لا تقوم البلدية بهدمها، كون الدراسة لم تشمل جميع الأبنية في حي الجزيرة كي لا تقوم البلدية بهدمها.

على عكس أعمال الهدم التي تقوم بها البلدية تواصل ورشات مرتبطة بقوات النظام هدم المباني في بعض أحياء الحجر الأسود من دون أي ترخيص قانوني أو هندسي وهدفها تعفيش الأنقاض.

وانهار في 25 أيلول 2023 بناء مكون من ثلاثة طوابق في حي الجزيرة أثناء تعفيشه من قبل ورشة متعاملة مع الفرقة الرابعة من قوات النخبة التي يقودها ماهر الأسد، وأصيب على إثر ذلك خمسة أشخاص وتكتم المخفر ومفرزة الأمن على الحادثة.

وسبقها أواخر العام 2022 مقُتِلَ سبعة أشخاص نتيجة انهيار بناء مكون من أربعة طوابق عليهم في حي الجزيرة، أثناء محاولتهم سحب الحديد من الأعمدة والأسقف في البناء المتضرر.

ويفضل بعض الأهالي غير القاطنين في الحجر الأسود بيع مساكنهم ولو بأسعار قليلة خوفاً من هدمها على يد البلدية أو ورشات التعفيش، وويشجعهم على ذلك أن المنطقة عشوائية ولا توجد صحائف عقارية لمعظم الأبنية فيها، إضا لضياع وفقدان الكثيرين خلال الحرب لوثائق ملكيتهم للعقارات وهي بمعظمها مملوكة على الشيوع.

وتقدم بعض المتضررين من التعفيش بشكوى لرئيس بلدية الحجر الأسود خالد خميس، في الفترة ما بين آب وتشرين الأول 2023 لوقف تعفيش مساكنهم وقد أبلغ خميس حينها أولئك المتضررين بأن ليس في مقدوره فعل شيء لحماية أملاكهم ولا الوقوف بوجه ورشات التعفيش ووجه الأهالي إلى الشرطة والقوى الأمنية، لتقديم الشكوى.

ونفى رئيس البلدية علاقة بلديته بهدم المنازل الصالحة للسكن أو تعفيشها، وبالفعل تقدم أولئك المتضررون ببلاغ إلى مخفر شرطة المدينة ومفرزة الأمن في بداية شارع الثلاثين، ولكن من دون نتيجة.

وبلغ عدد العائلات ممن حصلوا على موافقات أمنية للعودة إلى حي الحجر الأسود 125 عائلة خلال السنوات السابقة وفقاً لمصادر صوت العاصمة، فيما ادعى رئيس البلدية أنّ نقص الخدمات الأساسية هو ما يعيق عودة السكان إلى منازلهم.