كشفت وثائق رئاسية إيرانية سرّبتها مجموعة الانتفاضة حتى الإطاحة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة مساعي النظام الإيراني لإعادة تعويم النظام السوري ودفع بعض الدول العربية للتطبيع معه.
تعاون بين إيران والإمارات
وبحسب ترجمة موقع تلفزيون سوريا للملف الرئاسي المسرب فإنّ إيران أجرت مشاورات مكثفة مع السلطات العراقية من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية وأيضا لتعزيز العلاقات السياسية بين دمشق وبغداد، ودعم الدور الإقليمي والدولي لسوريا، وطلبت في مناسبات مختلفة من السلطات العراقية بذل المزيد من الجهود لتعزيز دور سوريا الإقليمي.
وأشار الملف إلى تعديل بعض مواقف دولة الإمارات خلال العامين الماضيين بشأن القضايا الإقليمية، بما في ذلك مواقف هذه الدولة من الاضطرابات وعدم التعاون مع الدول الغربية والمملكة العربية السعودية في هذا الصدد.
وأشار إلى أنّ محطات التلفزيون الإماراتية كان لها مواقف أكثر اعتدالاً بكثير على الصعيد الإعلامي والشاشات مقارنة بالسعودية، ولم تقدم تغطية واسعة واستفزازية للتطورات الداخلية في إيران، كما فعلت السعودية خلال انتفاضة مها أميسي.
إيران أوقفت العمليات العسكرية التركية
ونجحت روسيا وإيران في إقناع تركيا بعدم القيام بعملية عسكرية جديدة شمال سوريا، مضيفاً أن الجيش التركي نفذ منذ أغسطس 2016 ثلاث عمليات عسكرية تحت عناوين درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام بذريعة محاربة إرهاب داعش وجماعة PKK الكردية وفرعه السوري YPG في مناطق مختلفة من شمال سوريا، وسيطر على أجزاء كبيرة من هذا البلد.
وأشار الملف إلى أن السلطات التركية تؤكد أنها تحاول تطبيع العلاقات مع سوريا، وفي الوقت نفسه لا يزال خيارها للقيام بعمليات عسكرية جديدة في الشمال السوري قائماً، وتحاول إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً على الشريط الحدودي المشترك مع سوريا.
ووجهت إيران اتهامات لتركيا بتغيير التركيبة السكانية على حساب الأكراد وحتى الحكومة السورية، من خلال ما سماه بـ”توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرة المجموعات السورية المسلحة وبناء دولة في هذه المنطقة”.
وأوضح الملف الرئاسي أن تركيا تحاول استخدام كل ذلك ضد دمشق في المفاوضات المتعلقة بمستقبل سوريا أو ضم المناطق السورية إلى الأراضي التركية.
ويبين الملف أن إيران بذلت جهوداً لمنع الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا وعقدت محادثات أمنية بين دمشق وأنقرة فيما يتعلق بـ”القضية الكردية” في أجندة سياستها الخارجية.
قلق إيراني من عملية عسكرية أردنية
ووفقاً للملف فإنّ تحركات أردنية في المنطقة الجنوبية أدت إلى تزايد عمليات الاغتيال والهجمات على مقار القوات السورية والتفجيرات، بعد انتشار أنباء عن تقليص وجود القوات الروسية كضامن لوقف إطلاق النار في محافظة درعا.
ويزعم العاهل الأردني أن انسحاب القوات الروسية وملء إيران وحزب الله لهذا الفراغ يشكل تهديداً لأمن الأردن، مشيراً إلى مجموعة ما سماه “الاتهامات” التي تطلقها وزارة الدفاع ووزارة الداخلية الأردنية بشأن اكتشاف شحنات مواد مخدرة وشحنات أسلحة على الحدود المشتركة مع سوريا.
وأوضح الملف أن هناك شائعات أثيرت عن إعادة تنظيم فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا، أو تشكيل تحالف عسكري يضم الأردن والسعودية ومصر وهو ما يجعل من احتمالية قيام الجانب الأردني والمحور العربي بعمل مماثل لما فعلته تركيا في الحدود الجنوبية لسوريا بحجة تأمين حدود الأردن، قائماً.
الأسد راهن على المعارضة التركية ضد أردوغان
وتحت فقرة مناقشة الانتخابات المقبلة في تركي، يبين الملف الرئاسي المسرب أن نظام الأسد تأمل فوز أحزاب معارضة لأردوغان في الانتخابات المقبلة للجمهورية التركية، مشيراً إلى أنّ النظام السوري يعتقد أنه نظراً لقرب هويتها من العلويين الأتراك يمكنه عقد اتفاق واسع معهم.
ولفت الملف إلى أن أحزاب المعارضة في تركيا وخاصة حزب الشعب الجمهوري بقيادة السيد كمال كليتشدار أوغلو قريبة جداً من الاستراتيجيات الأميركية.
وأكّد الملف أن احتمال فوز المعارضة ليس واضحاً تماماً حتى هذه اللحظة موضحاً أنه من الصعب التنبؤ بأفعال أردوغان في اليوم التالي لفوزه المحتمل في الانتخابات.