كشفت مصادر أمنية ليبية عن اجتماعات دورية يحضرها ضباط استخبارات وعسكريين برتب عالية من النظام السوري وآخرون من قوات العقيد خليفة حفتر، برعاية وزارة الدفاع الروسية.
وبحسب موقع تلفزيون سوريا فإنّ التنسيق يتم بشكل مباشر بين مدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك ومدير مكتب خليفة حفتر خيري التميمي أحد الشخصيات الليبية المقربة من روسيا.
وكثّفت وزارة الدفاع الروسية مؤخراً من تجنيد مقاتلين سوريين واستقدمتهم إلى شرق ليبيا على دفعات طيلة الأشهر الماضية ثم وزعتهم على قواعد عسكرية كانت تتبع لسيطرة ميليشيا فاغنر أهمها الخروبة والجفرة، وقسم منهم تمركز في قاعدة الخادم.
وبحسب المصدر فإن روسيا تعمل على إعادة توطين نفوذها في ليبيا بعد تمرد زعيم فاغنر على القيادة العسكرية الروسية ولذا أوكلت الملف إلى نائب وزير الدفاع الروسي يونس يفكوروف.
ويعتمد يفكوروف على العنصر السوري من أجل حراسة المنشآت النفطية لصالح روسيا، ودعم حفتر عند الضرورة خاصة مع استشعار موسكو لخطورة ناجمة عن التحرك الأميركي في الملف الليبي، ومحاولات واشنطن الحثيثة لإقناع مجموعات ليبية من شرق وغرب البلاد بشن عمليات عسكرية ضد النفوذ الروسي في ليبيا.
وشكّل النظام السوري وخليفة حفتر مطلع عام 2023 مكتب تنسيق مشترك عسكري بين الجانبين هدفه التركيز على التعاون في مجال الدفاع الجوي وتطوير الصواريخ والبحث العلمي، والاهتمام بشكل خاص بتطوير الطائرات المسيرة.
وأشارت المصادر الأمنية إلى وجود تنسيق على مستوى مرتفع بين حفتر والنظام السوري في مسألة المهاجرين حيث يسهل النظام شهرياً 10 رحلات جوية لشركة أجنحة الشام باتجاه شرق ليبيا، على متنها سوريون يرغبون بمغادرة البلاد باتجاه أوروبا ويسلكون هذا الطريق نظراً لقرب السواحل الليبية من أوروبا.
وكلف حفتر قائد اللواء 128 حسن الزادمة مهمة استقبال السوريين في بنغازي ثم تسهيل عبورهم إلى غربي ليبيا أو الشواطئ الأوروبية.
وتستفقذ قوات حفتر مالياً وسياسياً من المهاجرين غير الشرعيين فمن الناحية الاقتصادية تحقق عائدات مالية من تهريب المهاجرين، ومن ناحية أخرى تضغط على الأوروبيين من أجل التحدث مع حفتر.
وتربك كثافة المهاجرين غير الشرعيين خصم حفتر في غربي ليبيا وهو عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، حيث يعتبر مطلب مكافحة الهجرة من أبرز المطالب التي يطرحها الأوروبيون وعلى رأسهم إيطاليا على الدبيبة.
واستفاد كل من حفتر والأسد بشكل كبير من الدور الروسي في المنطقة إذ تعتبر موسكو الداعم الأبرز لكليهما، ومن الواضح أنها تعمل على تشكيل ما يشبه التحالف بين الجهتين اللتين تعانيان من مشاكل على صعيد الاعتراف الدولي بهما بنسب متفاوتة.
وحققت روسيا مكاسب كبيرة من وجودها في سوريا وليبيا، أبرزها الاستحواذ على قواعد جوية مؤثرة في منطقة البحر المتوسط يطال تأثيرها دول غرب أوروبا، كقاعدة حميميم الجوية في سوريا وقاعدة الجفرة في ليبيا.