بحث
بحث
انترنت

بحثاً عن الاستقرار الأسري.. لاجئون سوريون يغادرون أوروبا إلى مصر

البيئة المشابهة للبيئة السورية واللغة ودعم الاستثمارات من الأسباب التي دفعت باللاجئين السوريين للتوجه إلى مصر

 
غادر عشرات اللاجئين السوريين مع عائلاتهم في دول أوروبية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مصر بعد رحلة شاقة للوصول إلى أوروبا بحثاً عن الاستقرار العائلي.

ونقل موقع تلفزيون سوريا عن أحد اللاجئين السوريين الذي وصل إلى مصر أنه ترك خلفه كل وسائل الدعم التي تقدمها السويد واكتفى بحصوله على الجنسية مبدياً مخاوفه من حالات سحب السوسيال للأطفال بحجة تعرضهم للعنف الأسري.

وأضاف أنّ الوضع في السويد كان في البداية جيدا وأطفاله يذهبون إلى المدرسة وهو وزوجته يعملون بدوام كامل لكن السوسيال حادثهم لأكثر من مرة حول فرط الحركة والنشاط لدى طفلهم وسلوكياته في المدرسة وقد زعموا بأنّ الأعراض ناجمة عن عنف أسري.

 وتعد دائرة الشؤون الاجتماعية المعروفة بالسوسيال في السويد المؤسسة المسؤولة قانونيا عن ضمان تنشئة الطفل في بيئة صحية وآمنة وقد أُسِّست بهدف حماية الطفل عندما يكون عرضة للإهمال الواضح، كأن يتعرض للعنف الجسدي أو النفسي، وفي حال تلقت هذه المؤسسة معلومات بوجود خطر يهدد الطفل يحق لها بموجب القانون سحبه وفتح تحقيق في الأمر ووضعه عند عائلة مضيفة.

وأشار إلى أنّه قرر مغادرة السويد بعد ارتفاع معدل حالات سحب الأطفال من ذويهم من قبل السوسيال وحرمانهم من التواصل المباشر ولجأ إلى مصر لكونها تعتبر من البلدان الآمنة وتتيح فرص عمل للسوريين إضافة لوجود عدد من أقاربه فيها.

وقال لاجئ سوري آخر آنه كان يعمل كمدرس لغة إنجليزي في ألمانيا لنحو 8 سنوات ولكن عندما بدأ أطفاله بالنمو وبات يشعر أنه قد يفقد السيطرة على نفسه وعليهم قرر أن ينقل أسرته إلى مصر لعدم قدرته على الاندماج في المجتمع الأوروبي.

وأكد أنه بدأ يستشعر الخطر في ظل كل هذا “الانحلال الأخلاقي” المحيط بهم إضافي لتنامي مخاوفه من ابتعاد أطفاله عن بيئتهم الدينية مضيفاً أنّ الأوضاع الاقتصادية في مصر ليست كما في ألمانيا وأنّ عمله في التعليم في مصر بالكاد يغطي نفقات الأسرة، إلا أنه حقق غايته في الحفاظ على أطفاله وتربيتهم في بيئة مشابهة للبيئة التي تربى بها.

وتعتبر عودة السوريين المهاجرين من أوروبا إلى مصر بوادر ظاهرة إذ تتالى المنشورات على موقع فيسبوك داخل المجموعات التي تخص السوريين عن مدى أمان الحياة في مصر وعن قابلية العيش فيها وعن تكاليف المعيشة التي تكفي لحياة متوسطة وما إلى ذلك.

ويعاني العديد من السوريين من فقدان الحياة الاجتماعية التي اعتادوا عليها في السابق الأمر الذي يزيد من حالات الاكتئاب نتيجة الوحدة في أوروبا وهو واقع اصطدم به اللاجئون عند وصولهم إلى البلاد ذات الشتاء الطويل.

وقرر لاجئ آخر العودة إلى مصر بعد سنوات من العيش في بريطانيا بسبب الملل وخوفه على أطفاله من “الضياع” على حد وصفه، مضيفاً أنّ المؤثرات والمحيط الخارجي في بريطانيا يسببان له القلق بشكل دائم.

وأضاف أنّه وجد مصر البلد الأنسب لحياة العائلة كونها بلد عربي وتربطهم عادات مشتركة إضافة لكون الشعب المصري يحب السوريين، لافتاً إلا أنه لا يزال يعمل في بريطانيا ويسافر بين البلدين بشكل مستمر.

وتزداد المعاناة في سوريا من وجود حل يلوح في الأفق في ظل الانهيار المستمر لليرة وانخفاض الرواتب والظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية بالإضافة إلى عدم وجود الكهرباء والماء وغياب الأمان الأمر الذي يجعل عودة اللاجئين من أوروبا إليها شبه مستحيلة.

وجعلت هذه الأسباب مصر هي الوجهة الأمثل فما زالت الحياة فيها آمنة ومقبولة للسوريين بالإضافة إلى وجود قوانين تشجع الاستثمارات وفرص عمل لمن لا يملك رأس مال كبيراً وكذلك مجانية التعليم في المدارس والجامعات.

وبلغ عدد اللاجئين السوريين في مصر 1.5 مليون سوري وفقاً لإحصائية مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء المصري ويحتلون المرتبة الثانية من حيث العدد بعد السودان.