ارتفعت سعر كيلو العسل خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة انخفاض الإنتاج الموسمي وارتفاع تكاليف تربية النحل.
وتراوح سعر كيلو العسل الجبلي في دمشق بين 150 و250 ألف ليرة سورية حسب نوعه بينما وصل سعر كيلو العسل بشهده إلى نحو 90 ألف ليرة سورية.
ونقلت صحيفة الوطن عن عدد من مربي النحل قولهم إنّ العسل الجبلي هو الأكثر شهرة وطلباً في الأسواق السورية لكن ارتفاع تكاليف إنتاجه وبالتالي ارتفاع أسعاره جعلت الطلب في السوق يتجه للعسل التجاري الذي تتراوح أسعاره بين 60 و90 ألف لية هو من الأنواع التي تعتمد على إطعام النحلة سكراً محلولاً بالماء ويكون هذا الصنف من العسل خالياً من الفوائد الطبية التي يبحث الناس عنها في العسل كمادة للشفاء.
وأشار أحد العاملين في قطاع تربية النحل إلى الصعوبات التي تواجههم كقلة اليد العاملة وانخفاض هامش الربع بين سعر التكلفة وسعر البيع إضافة لارتفاع الأدوية المخصصة لخلايا النحل التي يتراوح سعرها حاليا بين مليون ونصف وثلاثة ملايين ليرة سورية للخلية الواحدة.
وأوضح خبير برامج وأبحاث النحل لدى المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة عبد الرحمن قرنفلة أن إنتاج العسل هذا العام لم يكن جيداً بسبب الظروف المناخية المتقلبة في العالم كله.
وبين أن سورية تتميز بتنوع مناطقها البيئية والتي تشمل 5 مناطق مقسمة وفقاً لكميات هطل الأمطار تسمى مناطق استقرار زراعي وتختلف فيها أنواع النباتات فلكل منطقة إزهار ومواسم الإزهار مستمرة على مدار العام وننتقل من موسم إلى آخر والعسل مرتبط بهذه المواسم تطابقاً مع رحلة النحل بينها والنحالين دائماً في ترحال مستمر.
وأضاف أنّ المناطق السورية تتنوع في انتاج العسل خاصة مناطق سلاسل القلمون في جبال لبنان كمنطقة الزبداني التي تتميز بعسل الزلوع أيضاً هناك صنف الجيجان والجبلي فهذه المنطقة تتميز بنباتاتها البرية العضوية التي لا تخضع لأي تعامل بالمبيدات أو الرش أو التلوث البشري فتكون طبيعية وتصنف بالمضمار الطبي أكثر منه بالغذائي لذلك تعتبر من أغلى أصناف العسل.
وأشار الخبير إلى أن ما يميز العسل السوري هو طبيعة عمل النحل فيها فعسل حب البركة مثلاُ لا يكون فقط بتناول النحلة عسل حب البركة بل تكون نسبته مقسمة لـ80% حب البركة و20% رحيق منوع من نباتات أخرى فالنحل يدور على مدار 3 كيلو مترات عن الخلية عكس أصناف العسل في البلدان الأخرى فمثلاً أميركا تكون وحيدة الزهرة فيكون فيها عسل من صنف واحد كعباد الشمس وهو ما يجب استغلاله بالتصدير وتشكيل منافسة حقيقية فيه.
وبيّن قرنفلة صعوبات العمل في هذا القطاع كتبدل الظروف المناخية التي أثرت في الإنتاج والضعف في التعبئة والتغليف وهو ما يقف عائقاً أمام التصدير إضافة إلى عدم وجود معامل زجاج خاصة بتصنيع أصناف لجذب المستهلك وارتفاع تكاليف تصنيعها والتي قد يصل سعر القالب الواحد فيها إلى 100 مليون ليرة أحياناً.
ولفت قرنفلة إلى أن الصعوبة الأخرى التي يعاني منها هذا القطاع هي الغش فكلما ارتفع ثمن المنتج زادت حالات الغش فيه والحل بتشديد الرقابة على المنتجات لاسيما أن النحالين في سورية مسجلون بنقابة المهندسين الزراعيين أو بلجنة النحالين باتحاد غرف الزراعة أو بالجمعية الفلاحية باتحاد الفلاحين.
وجدد الخبير اقتراح وجود لصاقة ليزرية غير قابلة للتزوير يتم تزويد المربين بها لوضعها على منتجاتهم بعد فحصها والتأكد من جودتها مطالباً بتجديد المهرجانات وتطوير أفكار الترويج للمساهمة في دعم العاملين في هذا القطاع.
وطرأ على الأسعار في السوق السورية منذ بداية العام الجاري عدة ارتفاعات بنسبة تراوحت بين 15 و50 % نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات ونواقل الطاقة وانهيار قيمة الليرة السورية.