بحث
بحث
عامل نظافة في دمشق - انترنت

“الإكراميات” تعوّض عمال النظافة عن انخفاض رواتبهم

لجأ عمال النظافة في دمشق إلى تقاضي الإكراميات من الأهالي والبحث في النفايات لجمع ما يمكن إعادة تدويره أو بيعه على اعتبار أنّ الراتب الذي يتقاضوه لا يكفي مصاريف الأسرة ليومين وفقاً لأحد العاملين.

ونقل موقع أثر برس عن عمال النظافة في دمشق أنّهم يتقصدون إلقاء التحية على الأهالي عند المرور بهم بانتظار أن يردوا عليهم بإكرامية بسيطة.

وقال أحد عمال النظافة إنّ الراتب الذي يتقاضاه يكفي أسرته ليومين وفي أحسن الحالات لثلاثة أيام وعليه أن يبحث عن وسائل أخرى لتعزيز دخله مشيراً إلى أنه لا يتسول ولا يقوم بطلب الإكرامية بشكل مباشر ولا يجبر أحدا عليها.

ووفقاً للعامل فإنّ بعض الأشخاص يقومون بإيقاف سياراتهم وتقديم مبلغ مالي بسيط لعمال النظافة خصيصاً في ساعات العمل المسائية وفي الوقت ذاته هناك بعض السائقين يرمون الأوساخ من السيارات أمام عمال النظافة.

وقال عامل آخر أنه لولا الإكراميات التي يتقاضاها من الأهالي لما استطاع تأمين أبسط مقومات العيش مطالباً المسؤولين برفع رواتب عمال النظافة وتقدير دورهم في الحفاظ على نظافة المدن.

وأضاف أنّ عمال النظافة يحلون مشاكل أكثر من المسؤولين فعلى الأقل يستطيع العمال حلّ مشاكل القمامة بينما لا يستطيع المسؤولين حل أي من المشاكل التي يعاني منها المواطنين كانخفاض الرواتب وارتفاع الأسعار.

ويضيف عامل آخر أنّ سكان الحي الذي يعمل به لا يقدمون الإكراميات لكون معظمهم موظفين حكوميين ورواتبهم لا تسد احتياجاتهم لذلك يلجأ إلى “النبش” البحث في النفايات لعله يجد ما يمكن استخدامه أو إعادة تدويره أو بيعه.

وأوضح أنه يخصص كيس يحمله معه لجمع بقايا الخبز اليابس ويقوم بتجميعها لعدة أيام وبيعها لتجار الأعلاف قائلاً “نحن لسنا متسولين نحن الموظفون الأكثر أهمية والأقل أجراً في سلم الأجور فغالبيتنا من عمال الدرجة الخامسة أو أقل لكن ما أعرفه أن عامل النظافة في كل دول العالم له وضعه الخاص”.

ولا تقتصر معاناة عمال النظافة في انخفاض الأجور أو التلميح للأهالي لتحصيل الإكراميات إنما تصل للتنمر على أولادهم في المدارس.

ويقول عامل نظافة آخر إنّ أبناؤه في المدرسة يتعرضون للتنمر من قبل زملائهم بشكل يومي وينادونهم بشكل مستمر بـ”ابن الزبال” وفي حال ردّ الأطفال بمشاجرة أو بإساءة فإن إدارة المدرسة تستدعيه لضبط أولاده.

وأضاف أنّ إدارة المدرسة غالباً تكون على معرفة بأساس المشكلة لكنها لا تقوم بالدور المناسب في توعية الأطفال لأهمية عمال النظافة ودورهم في المجتمع لافتاً لأنه لن يلوم أبناؤه إذا كرهوا المدرسة.

ولجأت الكثير من العائلات للبحث في حاويات ومكبات النفايات عما يمكن إعادة تدويره وبيعه إذ انتشرت ظاهرة “نبّاشات” القمامة في مكبات دمشق وريفها في الآونة الأخيرة ليتشاركن المهنة مع الرجال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار الليرة السورية.

ويجرّم القانون السوري العمل في نبش الحاويات ومكبات القمامة حيث درست حكومة النظام خلال العام الماضي تشديد العقوبة وزيادة الغرامة المالية على “النبّاشين” الذين ازداد عددهم كثيراً وغالبيتهم من القاصرين.