انهارت قيمة الليرة السورية في السوق السوداء ضمن مدينة دمشق مساء الثلاثاء 27 كانون الأول الجاري بشكل مفاجئ ليتخطى الدولار الأمريكي 7100 ليرة، بعد حديث في الأوساط التجارية والحكومية عن تدخل لكبار النافذين لتحسين قيمة الليرة في الأيام الاخيرة من السنة.
وقال مصدر عامل في مجال الصرافة ضمن أسواق دمشق لـ صوت العاصمة إن الانهيار المتسارع جاء نتيجة فقدان القطع الأجنبي من السوق خلال الأسبوع الأخير من السنة وحاجة التجار إلى العملة الأجنبية لإغلاق السنة المالية وإنهاء عمليات الجرد.
وأشار المصدر إلى أن سعر صرف الدولار ظهر الثلاثاء توقف عند 6900 ليرة سورية، ومع ساعات المساء بدأ التجار بتسعير الدولار بـ 7100 ليرة بعد عملية بيع لمبلغ من الدولار الأمريكي تمت في سوق الصالحية باعتماد السعر المذكور، لينتشر الخبر بين التجار بأن “النعنع تجاوز 71”
وأغلقت مئات المحال التجارية في أسواق الحمرا والشعلان والصالحية أبوابها أمام الزبائن منذ عصر الثلاثاء مع توقف معظم تجار الجملة في العاصمة دمشق عن البيع بحجة عدم توفر البضائع أو إجراء عمليات الجرد وإغلاق حسابات آخر السنة.
وذهبت بعض محال المفرق إلى إغلاق كامل بحجة عدم توفر الكهرباء وغياب مادة البنزين اللازمة لتشغيل المولدات، لكن ما جرى هو “التخوف من البيع مع انتشار شائعات في السوق بأن الدولار مستمر بالصعود وسيختم العام عند 8000 ليرة سورية” بحسب أحد تجار الألبسة في دمشق القديمة.
وعلّق أحد تجار المواد التجميلية في دمشق القديمة لافتة عند باب المتجر كتب عليها “مغلق للصيانة” وقال في تصريح لـ صوت العاصمة إن الجلوس في المنزل أكثر ربحاً من فتح المحل وتشغيل المولد الكهربائي والبيع على سعر متغير بين الساعة والأخرى.
وفي سوق الكهرباء بمنطقة المرجة حيث كل شيء يتم تسعيره بناءً على سعر الصرف الآني، أغلقت المحال التجارية منذ مساء الثلاثاء ومن بقي منهم امتنع عن البيع آلا للأدوات البسيطة.
وقال أحد تجار المنطقة لـ صوت العاصمة أنهم ليسوا مستعدين لتحمل الخسائر التي ستحصل جراء انهيار سعر الليرة ودفع ملايين الليرات من الضرائب لحكومة غير قادرة على التحكم بسعر الصرف وإيقاف التدهور المستمر.
وذهب بعض التجار إلى طريق آخر غير الإغلاق، عبر احتساب سعر الصرف عند 8000 ليرة سورية وأكثر لضمان الربح وعدم التعرض لخسائر في حال استمرار تدهور العملة السورية.
وقال أحد تجار منطقة زقاق الجن بأن تجار قطع التبديل المستوردة الذين قرروا عدم الإغلاق واستمرار عمليات البيع اتفقوا على تسعير الدولار بـ 8500 ليرة لأي عملية بيع جملة كانت أن مفرق.
ولم يختلف الأمر كثيراً في برج دمشق للالكترونيات وسوق البحصة المجاور والذي اعتمد التجار فيه على سعر 8000 ليرة للدولار الواحد لعمليات بيع الالكترونيات، في حين ذهب بعض التجار إلى اخفاء الأجهزة الجديدة وذات الأسعار العالية كخطوة احترازية تجنباً لانهيار جديد للعملة.
ويتوقع عاملون في سوق الصرافة أن يتجاوز الدولار الامريكي عشرة آلاف ليرة سورية قبل نهاية كانون الثاني من العام الجديد، وسط صمت حكومي وعجز عن التدخل والحفاظ على قيمة الليرة من الإنهيار المتسارع.
ويستمر المصرف المركزي بسياسته المنفصلة عن الواقع بتسعير العملات الأجنبية، حيث أن آخر نشرة صدرت عن المركزي في 22 كانون الثاني احتسبت الدولار الأمريكي بـ 3015 ليرة سورية.
