صوت العاصمة – خاص
بدأ تأثير الإجراءات الغير معلنة لوزارة النفط بتخفيض كميات التوريدات النفطية يظهر على الشارع في دمشق وريفها بشكل أسرع من المحافظات الباقية، نظراً للكثافة السكانية في المحافظة.
وبدأت شركة تكامل المسؤولة عن توزيع المحروقات عبر البطاقة الذكية بتأخير رسائل استلام البنزين المدعوم والحر للمركبات الخاصة والعامة بحسب مصادر صوت العاصمة.
ونقل مراسلو صوت العاصمة عن مصادر أهلية أن رسائل التزود بالوقود للسيارات العامة باتت تصل كل 10 أيام، والخاصة كل أسبوعين بينما تتأخر رسائل البنزين الحر إلى 20 يوماً.
وأغلقت محطات اوكتان (المتحلق الجنوبي – العدوي) أبوابها أمام الزبائن، واقتصر عملها على عدة ساعات يومياً لتزويد عدد قليل من السيارات، وفقاً لمراسلي صوت العاصمة، وذلك بسبب عدم توفر كميات كافية من المحروقات.
واختفت المحروقات من السوق السوداء خلال الأيام الماضية بينما وصل سعر ليتر البنزين إلى 8000 ليرة سورية في حال توفره، بينما يُباع البنزين اللبناني بين 9 و 10 آلاف ليرة سورية في بعض مناطق ريف دمشق عبر بسطات مخصصة لبيع المحروقات.
وقال مراسلو صوت العاصمة إنّ سعر اسطوانة الغاز المنزلي في السوق السوداء وصل إلى 175 ألف ليرة سورية وفي بعض المناطق إلى 200 ألف ليرة، بينما تجاوزت مدة استلام الرسائل أكثر من 100 يوم، أما اسطوانة الغاز الصناعي فقد وصلت إلى 350 ألف ليرة.
وانخفضت كميات المازوت في محطات الوقود والسوق السوداء، تزامناً مع تأخر استلام الأهالي رسائل مازوت التدفئة المخصصة للمنازل بـ50 ليتراً، وانعكست أزمة المازوت بشكل أساسي على قطاع المواصلات العامة، إذ لا يتوفر مازوت للسرافيس بالكمية المطلوبة مما أدى لنقص في عدد السرافيس العاملة وازدحامات بشرية في الطرقات والمواقف.
وكشفت مصادر خاصة لصوت العاصمة أنّ وزارة النفط اتخذت إجراءات لتخفيض كمية المشتقات النفطية المخصصة للقطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات والوزارات والآليات والمصانع ومخصصات محطات الوقود للقطاعين الخاص والحكومي على حد سواء.
وأضافت المصادر أنّ كمية النفط الموجودة بمصفاة بانياس انخفضت منذ شهر ونصف، على الرغم من وصول ناقلتي نفط إيرانيتين لكنهما فعلياً لا تكفيان حاجة البلاد، وتزامن النقص مع انخفاض كمية التوريدات من مناطق شرق سوريا عبر الوسطاء.
وأشارت إلى أنّ الأزمة قد تستمر لمدة أطول، وستتلاشى مع وصول توريدات النفط الخام من إيران عبر الناقلات البحرية، وطرحه في محطات الوقود، مضيفة أنّ البلاد بحاجة لنحو 4 ملايين برميل نفط شهرياً لتغطية الأسواق بنسبة 60%.
واتخذ الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” قبل نحو شهر ونصف قراراً بزيادة كميات التوريدات النفطية إلى سورية من مليوني برميل شهرياً إلى ثلاثة ملايين برميل لمساعدتها في تجاوز أزمة الطاقة التي تعاني منها جراء سيطرة الولايات المتحدة على منابع ثرواتها النفطية وتداعيات الإجراءات القسرية الجائرة عليها -حسب تعبيره-.
وأعلنت مؤسسة توزيع المحروقات نهاية شهر تشرين الأول الفائت أنّها وزعت الدفعة الأولى من مازوت التدفئة لـ25% من المسجلين في دمشق وريفها، بينما لم تتجاوز النسبة 40% خلال شهر تشرين الثاني الجاري، في ظل تأخر وصول رسائل استلام المخصصات.