بحث
بحث
انترنت

بعد انتشارها في العراق.. هل تتفشى جائحة “كوليرا” في سوريا؟

بعد تسجيل آلاف الحالات المصابة بالكوليرا في العراق، أثيرت تساؤلات عديدة حول احتمال انتقال المرض إلى سوريا.

ونفى مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة، زهير السهوي، احتمالية انتقال الكوليرا من العراق إلى سوريا بسبب الإجراءات الاحترازية الاستباقية التي تم اتخاذها في المعابر الحدودية بين البلدين، على حد قوبه.

وقال “السهوي” إنه تم تعزيز نظام الترصد والتقصي عن أي حالة مشتبهة أو مؤكدة وفق التعريف القياسي للكوليرا الصادر من منظمة الصحة العالمية”، وفقاً لما نقله موقع “تلفزيون الخبر”.

ويعتبر الكوليرا مرضاً خطيراً إذا لم يتم اكتشافه بشكل مبكر وتقديم العلاج المناسب، حيث يصل معدل أمانة الحياة لـ 5٪ بدون علاج مناسب، وينخفض لأقل من 0.5٪ عند تقديم العلاج المناسب، بحسب السهوي.

أسباب انتشار الكوليرا
وعزا السهوي انتشار الكوليرا إلى عدة أسباب، منها شرب مياه ملوّثة، وتناول الطعام دون غسله، وعدم اتخاذ إجراءات النظافة الشخصية كغسيل اليدين بالماء والصابون، ناهيك عن نظافة البيئة المحيطة.

وأضاف مدير الأمراض السارية: “البيئة المناسبة لانتشاره في تناول أطعمة أو شرب مياه ملوّثة ببراز المصابين أو الحملة للمرض وخاصة عند عدم تطبيق إجراءات النظافة الشخصية”.

الوقاية أهم من العلاج
وتعتبر الكوليرا مرضاً بكتيرياً عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويتسبَّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فإنه يمكن أن يكون قاتلاً خلال ساعات.

وشدد السهوي على ضرورة نظافة البيئة عند تناول الطعام، وتطبيق إجراءات النظافة الشخصية كغسل اليدين بالماء والصابون، وطهي الطعام جيداً، وحفظه بالشروط الصحية اللازمة ومكافحة الحشرات وترحيل القمامة، إلى جانب كشف الحالات المصابة ومعالجتها، والرقابة الدورية على مياه الشرب خاصة من ناحية الكلورة، والرقابة الدورية على نظافة العاملين الشخصية في تقديم الطعام، وأماكن تحضيره وبيعه كالمطاعم والفنادق والمعامل الغذائية، بحسب السهوي.

وبيّن مدير الأمراض السارية أن طرق العلاج من الكوليرا تتضمن تعويض السوائل والشوارد، إضافة إلى العلاج بالصادات، وهذه التوصيات هي عينها التي أطلقتها وزارة الصحة العراقية للوقاية والعلاج من المرض.

وتبلغ نسبة الوفاة بمرض الكوليرا قبل تطوير أنظمة فعالة لتعويض السوائل والأملاح أكثر من 50 بالمئة، وتزيد هذه النسبة عند الحوامل والأطفال، وتنخفض نسبة الوفاة في حال توفر سبل حقن السوائل عن طريق الوريد، حيث تبلغ نسبة الوفاة الآن في أوروبا والأمريكتين حوالي 1 في المئة.

ارتباط الكوليرا بالحيوانات
أكدت مواقع طبيّة عالمية أن لجرثومة الكوليرا مستودعان رئيسيان، هما البشر والماء، إذ يندر اكتشافها في الحيوانات، كما لا تلعب الحيوانات دوراً في انتقال مرض الكوليرا.

تاريخ القضاء على الكوليرا في سوريا
لم تسجل إصابات بالكوليرا في سوريا منذ عام 1997، علماً أن سوريا كانت تسجل قبل ذلك إصابات سنوية خاصّة في فصل الصيف، بحسب ما أكد مدير الأمراض السارية، الذي أكد أن آخر تاريخ سجلت فيه سوريا حالات إصابة بالكوليرا كان خلال عامي 2009 و2010، حيث حدثت فاشية الكوليرا في محافظتي دير الزور والرقة، في حين تم اتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من انتشارها ومنع حدوثها مستقبلاً.

وتابع السهوي: “بعد عام 2010 لم يعد يسجّل حدوث أي فاشية للكوليرا، ويعتبر هذا التاريخ هو تاريخ القضاء عليها في سوريا”.

يشار إلى أن وزارة الصحة العراقية أعلنت يوم الأحد الفائت، عن تسجيل 13 إصابة بالكوليرا في البلاد، فيما أصدرت توصيات للمواطنين، ليصبح العدد اليوم بالآلاف دون معرفة الرقم الدقيق للحالات المسجلة.

يذكر أن مرض الكوليرا ينتشر في مناطق عدة من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ويصل الى مستوى وبائي خصوصاً في فصل الصيف، وفي عام 2017 عانى سكان اليمن من انتشار المرض تزامناً مع الحرب.