كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن الهدف المقبل للغارات الإسرائيلية، قد تكون الموانئ السورية في طرطوس واللاذقية، بعد خروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، الأحد 13 حزيران، إنها المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل أكبر مطار مدني في سورية، بعد 15 هجوماً منذ بداية العام الحالي.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم استهدف برجي الإقلاع والهبوط وبرج المراقبة والمدرجات، إضافة إلى مستودعات الأسلحة الإيرانية المخصصة لحزب الله، مشيرةً إلى أن الهدف من الضربات، هو تعطيل نقل المعدات والذخيرة العسكرية من إيران إلى مستودعات في دمشق ثم إلى حزب الله في لبنان.
وبيّنت الصحيفة أن استهداف مطار دمشق، رسالة إلى نظام الأسد بأن الأهداف التالية لإيقاف نقل المعدات العسكرية هي على الأرجح الموانئ في طرطوس واللاذقية.
ومن جهته، اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء المتقاعد “جيورا إيلاند” أن القصف الإسرائيلي على مطار دمشق قد يغضب الروس، موضحاً أن إسرائيل وروسيا متفقتان على العمل في سورية منذ سنوات عديدة، طالما أن إسرائيل تهاجم أهدافاً إيرانية، لكن “بشرط ألا تضر إسرائيل بأهداف إدارة الأسد”.
وأضاف إيلاند في تصريح لصحيفة “يديعوت أحرنوت”: “يجب أن يكون مفهوماً أن الإجراءات التي نتخذها في سورية لها غرضان، أحدهما منع إنشاء مؤسسة إيرانية في سورية، وقد تم إنجازه بنجاح كبير حتى الآن، والآخر هو منع شحن أسلحة متطورة من إيران عبر سورية إلى لبنان”.
وجاءت ترجيحات استهداف الموانئ السورية من قبل إسرائيل، بعد يومين على شن هجوم جوي إسرائيل، استهدف المدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي، ومستودع مؤقت لتخزين الأسلحة، ما أسفر عن إخراج المدرج الشمالي “الوحيد” في مطار دمشق عن العمل بشكل نهائي، بعد استهداف الجزء المتبقي منه في الخدمة.
وأصدرت خطوط السورية للطيران، تعميماً علّقت فيه جميع رحلاتها من وإلى مطار دمشق حتى إشعار أخر، موضحة أنها ستُعيد قيمة التذاكر إلى المسافرين، وتعويضهم تكلفة فحص كورونا (PCR) بسبب خروج المطار عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي الأخير، فيما أعلنت شركة “أجنحة الشام” الخاصة للطيران، عن تعليق كافة رحلاتها من وإلى مطار دمشق الدولي، وتحويل جميع الرحلات الجوية من مطار دمشق، إلى مطار حلب الدولي.
وكشفت وزارة النقل في حكومة النظام، عن تفاصيل الأضرار التي تعرض لها مطار دمشق جراء القصف الإسرائيلي، موضحة أن الغارات الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية لمطار دمشق الدولي، وأن مدارج الهبوط تضررت في اكثر من موقع، مع حدوث أضرار في الإنارة الملاحية، إضافة لاستهداف مبنى الصالة الثانية للمطار، مُعلنة تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من المطار حتى إشعار آخر.
إلى جانب الأضرار المُعلن عنها رسمياً، كشفت مصادر “صوت العاصمة” أن الغارات الإسرائيلية أصابت “الكابلات” الضوئية والليفية المسؤولة عن وصل أبراج المراقبة والإشارة، مع غرفة قيادة المطار وأجهزة الملاحة بأضرار قطعت الاتصال بين الطائرات وقيادة المطار، ما جعل عملية الإقلاع والهبوط مستحيلة.
وبيّنت المصادر أن العائق الأكبر في إعادة مطار دمشق إلى الخدمة، هو إعادة تأهيل أبراج المراقبة والإشارة مع غرفة الاتصال، موضحة أن ترميم “المدارج الشمالي” تُعتبر المهمة الأكثر سهولة لتفعيل المطار، مؤكّدة أن عملية إعادة تأهيل أبراج المراقبة لن تنتهي قبل عشرة أيام.
وبدأت ورشات تابعة لوزارة النقل، بإشراف مهندسين سوريين وإيرانيين، عمليات التقييم والصيانة للمدرج الشمالي في مطار دمشق الدولي، بعد ساعات على تعرضه لغارات جوية، أخرجته عن الخدمة، وفقاً لمصادر “صوت العاصمة” داخل المطار.