بحث
بحث
مركز الما للدراسات

من يقف وراء تهريب الأسلحة إلى “حزب الله” عبر رحلات مدنية؟

نفى مركز “ألما” للدراسات ادعاءات الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” حول طرق تهريب حزب الله للأسلحة إلى لبنان.

وكان أدرعي قد كشف في 20 أيار الماضي، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، أن رضا صفي الدين، نجل هاشم صافي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، يقف وراء شبكة تهريب مكونات الأسلحة المتطورة من إيران إلى لبنان، بينها الصواريخ الدقيقة.

ويعتبر هاشم صافي الدين، خليفة نصر الله المحتمل، ويمثل شقيقه عبد الله حزب الله في إيران، ويشغل أيضا منصب مدير شبكة تهريب المخدرات وغسل الأموال التابعة لحزب الله، وفق تقرير “ألما”.

وتزوج رضا من زينب سليماني، في حزيران 2020، وزينب هي ابنة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذي اغتالته الولايات المتحدة في كانون الثاني 2020 على الأراضي العراقية.

وتبدو رحلات رضا الدورية بين لبنان وإيران لزيارة زوجته، التي ما زالت تقيم هناك وكأنها رحلات طبيعية وروتينية، إلا أن تلك الرحلات أتاحت لرضا قيادة طريق تهريب عالي الجودة لمكونات الأسلحة الصغيرة التي تستخدم في صناعة صواريخ حزب الله الدقيقة.

واستخدم رضا، في طريق التهريب هذا، مدنيين مسافرين على متن رحلات الركاب العادية للاحتماء، بغية الحد من قدرات المراقبة لوكالات الاستخبارات، ومنع تدخلها المحتمل، ظنّاً منه بأن استخدام المدنيين يحمي أعماله من تدخل الاستخبارات في مكافحة الإرهاب.

وعقد رضا اجتماعات متكررة مع كبار مسؤولي فيلق القدس، خلال زياراته إلى إيران بهدف تنسيق طريق التهريب، حيث تم تهريب مكونات الأسلحة على متن رحلات جوية مدنية مباشرة من إيران إلى مطاري دمشق وبيروت الدوليين، ثم نقلت مكونات الأسلحة من دمشق إلى لبنان برّاً.

وتمت تخبئة مكونات الأسلحة المتطورة في أمتعة الراكب العادية، على متن رحلات مدنية منتظمة وبريئة، وتم نقل الأمتعة، فيما بعد، عبر مختلف المعابر الحدودية بشكل بسيط نظراً لسيطرة حزب الله على السلطات الأمنية المتمركزة على المعابر الحدودية.

ونفى مركز “ألما” ادعاءات أدرعي حول تهريب الأسلحة من إيران إلى أوروبا، ومن أوروبا إلى لبنان، قائلاً: “نحن ندحض التقارير عن طرق تهريب مزعومة لمكونات الأسلحة المتقدمة عبر الرحلات الجوية من إيران إلى أوروبا ومن هناك إلى لبنان”.

وأضاف: “هذه الفرضية الخاصة بتهريب المكونات من إيران إلى أوروبا، ومن هناك إلى لبنان غير مرجحة، لأنها تعرض الطريق والمهرب لخطر التعرض غير الضروري”.

وتابع المركز في تقريره: “إن تهريب المكونات من أوروبا إلى لبنان أمر معقول فقط إذا كانت هناك مكونات حيوية يمكن تصنيعها وشراؤها حصريا خارج إيران، وفي مثل هذه الحالات، سيتم تنفيذ عملية الشراء تحت غطاء من خلال شركات وهمية إيرانية وعملاء من “حزب الله”. ولم ينف المركز شكوكه حول تهريب مكونات “فريدة من نوعها” من أوروبا إلى لبنان عبر البريد الدبلوماسي الإيراني أو اللبناني، وفق التقرير.

وأثار المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم شكوكاً عند وصوله إلى لبنان، في 9 تشرين الثاني من العام الفائت، للعب في مباريات تصفيات كأس العالم 2022، حيث تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للوفد الإيراني، لاعبين وموظفين، وهم يحملون كمية غير عادية من الأمتعة، علماً أن مدة إقامة الفريق في لبنان كانت لمدة ثلاثة أيام فقط.

وتساءل ناشطون عن محتويات الحقائب، وما إذا كان حزب الله، تحت غطاء وفد رياضي، يقوم بتهريب مكونات أسلحة خاصة في محتويات أمتعة الفريق الإيراني.