شهدت المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، في ريف دمشق الغربي وجبال القلمون، تحركات عسكرية مكثّفة لميليشيا حزب الله اللبناني، خلال الأيام القليلة الماضية.
تنقلات عسكرية وتعزيزات للمواقع:
أجرت ميليشيا حزب الله اللبناني، العديد من التنقلات العسكرية في منطقة “القلمون الغربي”، ومدينة “الزبداني” في ريف دمشق، خلال الفترة القصيرة الماضية.
مصادر صوت العاصمة قالت إن الميليشيا نقلت مجموعات جديدة من عناصرها إلى النقاط العسكرية المتمركزة على الشريط الحدودي السوري اللبناني.
وأضافت المصادر أن التنقلات شملت تعزيز النقاط العسكرية ومقرات “حزب الله” بأسلحة ثقيلة ومتوسطة، إضافة لنقل كميات من الأسلحة والذخائر إليها.
وأشارت المصادر إلى أن معظم التنقلات جرت بين نقاط “حزب الله” في المنطقة، موضحة أنها سحبت جزء من عناصرها المتمركزين في محيط مدينة “النبك”، إلى النقاط الحدودية مع لبنان.
تحصين للمقرات الحدودية!
تزامنت عملية نقل العناصر وتعزيز النقاط العسكرية في منطقة القلمون الغربي، مع عمليات تحصين أطلقتها الميليشيا على طول الشريط الحدودي السوري اللبناني.
وكشفت مصادر عسكرية لـ “صوت العاصمة” إن عمليات التحصين جرت في معظم المقرات العسكرية التابعة لميليشيا “حزب الله اللبناني”، بدءاً من “مدينة الزبداني” ووصولاً إلى مدينة “قارة” في القلمون الغربي.
وشملت عمليات التحصين أكثر من 20 مقراً عسكرياً ونقطة مراقبة تابعة لميليشيا “حزب الله”، في مدينة الزبداني وبلدات “سرغايا” و”رنكوس” و”حوش عرب” و”الجبة”، إضافة لنقاط عسكرية في محيط مدينة “قارة”، وفقاً للمصادر.
وأكّدت العناصر أن عملية التحصين تمثّلت برفع السواتر الترابية وإقامة “دشم” عسكرية في المقرات، إضافة لحفر الأنفاق والخنادق في محيطها، موضحة أن عمليات التحصين لا تزال جارية في المنطقة.
استراتيجية التمويه:
بيّنت المصادر العسكرية في حديثها لـ “صوت العاصمة”، أن ميليشيا حزب الله أجرت العديد من عمليات التمويه لنقاط تمركزها على الشريط الحدودي، وفق استراتيجية محدّدة اعتمدتها في كافة مواقعها الحدودية.
ولفتت المصادر إلى أن استراتيجية التمويه تمثّلت بإقامة مقرات ونقاط وهمية في المنطقة، أجرت فيها عدّة عمليات تحصين ورفع للرايات فوقها، دون التمركز فيها، بهدف تشتيت الاستطلاع في تحديد الأهداف.
وأقامت الميليشيا العديد من الخنادق والأنفاق “الظاهرة” في محيط المقرات “الوهمية”، كما نقلت العشرات من السيارات والشاحنات “المعطلة” إلى محيطها، للفت الأنظار إليها وإبعاد الاستهداف عن مواقع تمركزها الحقيقية.
وأوضحت المصادر أن “حزب الله” نقل عدّة مضادات طيران تالفة، ونصبها في نقاط متفرقة من المناطق الجردية الحدودية، وأنشأ في محيطها سواتر ترابية شبيهة بـ “الدشم” العسكرية الخاصة بحماية مضادات الطيران.
وجهة جديدة واستهداف متكرر:
جاءت عمليات تحصين المواقع العسكرية التابعة لميليشيا “حزب الله” في المنطقة الحدودية، واعتمادها استراتيجية جديدة لتمويه تمركزها، بعد تحديد المنطقة كوجهة رئيسية لشحنات الأسلحة الإيرانية.
وأكّدت المصادر أن القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني، اعتمدت على نقاط التمركز والمستودعات التي أقيمت في منطقتي “القلمون والزبداني”، كوجهة رئيسية لتخزين شحنات الأسلحة والذخائر القادمة من طهران.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الإيرانية نقلت العديد من الشحنات إلى مستودعات “القلمون” و”الزبداني”، بعد الاستهداف المتكرر لمستودعاتها في محيط مطار دمشق الدولي، ومناطق “جنوب دمشق” و”الفرقة الأولى” التي كانت تعتمدها كمستودعات رئيسية لأسلحتها.
واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي، منذ مطلع العام الجاري، عدّة نقاط ومستودعات للقوات الإيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني في منطقة القلمون، بينها موقع للميليشيات الإيرانية في محيط مدينة “القطيفة” في السابع من آذار الجاري، وآخر في محيط المدينة ذاتها مطلع شباط الفائت، إضافة لموقع قرب اللواء 165 التابع للفرقة الثالثة قرب بلدة “حلا” خلال الهجوم ذاته.
ونفّذت الطائرات الإسرائيلية يوم التاسع عشر من آب 2021، سلسلة غارات جوية استهدفت فيها عدّة نقاط تابعة لميليشيا “حزب الله اللبناني” في محيط مدينة قارة في منطقة القلمون الغربي، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الميليشيا وإصابة آخرون جرى نقلهم إلى المستشفيات الحكومية في المناطق المجاورة، في حين كشفت شبكة “إنتل تايمز” أن الغارات استهدفت مصنعاً لتطوير الأسلحة الإيرانية في محيط “قارة” مرفقة خبرها بصورة بيّنت موقع المنشأة الصناعية المستهدفة.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير