بين الحين والآخر، وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تتوارد أنباء عودة “فردية” لبعض السوريين المقيمين في الخارج، سواء أكانوا ممن هاجروا بعد اندلاع الثورة السورية، وآخرين ممكن تغربوا قبل أكثر من عشر سنوات.
يتعرض العديد من العائدين إلى البلاد لعمليات ابتزاز من قبل استخبارات النظام، لإجبارهم على دفع إتاوات للأفرع الأمنية، عبر تلفيق تهم جنائية تارةً، وتهم متعلقة بـ “محكمة الإرهاب” تارة أخرى، كالتمويل والتحريض وغيرها.
أبو إياد المنحدر من بلدة “عين ترما” في الغوطة الشرقية، عاد إلى بلدته بعد 12 عاماً من الاغتراب، قضاها متنقلاً بين الأراضي الليبية والجزائرية.
وأوضح أبو إياد لـ “صوت العاصمة” إنه اعتُقل من قبل عناصر الأمن الجنائي، أثناء مراجعة إحدى دوائر السجل المدني لاستصدار بعض الأوراق الثبوتية الرسمية.
وأضاف أبو أياد أن الاعتقال جاء بتهمة “الإتجار بالمواد المخدرة”، بموجب بلاغ وصل إلى فرع “الأمن الجنائي” حديثاً، مشيراً إلى أنه نُقلإلى مبنى الفرع في منطقة “باب مصلى” بالعاصمة دمشق، ليُطلق سراحه بعد 15 يوماً من الاعتقال.
وأكّد أبو إياد أنه دفع مبلغ أربعة آلاف دولار أمريكي لأحد ضباط الأمن الجنائي مقابل إطلاق سراحه، لافتاً إلى أن الفرع لم يفتح أي محضر للتحقيق، وأنه لم يمثل أمام القضاء.
ووثّق فريق صوت العاصمة، اعتقال 453 شخصاً خلال عام 2020، بينهم 15 سيدة، و56 طفلاً، واثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، موجّهة لهم تهم متعلقة بقضايا أمنية وجنائية، والتواصل مع جهات معارضة، وأخرى تتعلق بـ “الإرهاب”.
إعداد: محمد حميدان