صوت العاصمة – خاص
تستهدف استخبارات النظام السوري منذ انطلاق مونديال كأس العالم في 20 تشرين الثاني الجاري، التجمعات الشبابية في المقاهي الشعبية والمطاعم والساحات التي خُصصت لعرض مباريات كأس العالم.
وقال مراسل صوت العاصمة في دمشق إن دوريات مشتركة للشرطة العسكرية والفروع الأمنية بدأت بتسيير دوريات راجلة أمام المقاهي الكبيرة في مدينة دمشق والتي يقصدها الشبّان لمتابعة مباريات المونديال.
وأشار المراسل إلى دخول عناصر الاستخبارات مدججين بالسلاح إلى بعض المقاهي وإجراء الفيش الأمني لكافة الشباب الموجودين، في حين اعتمد آخرون على إيقاف الشبّان بعد انتهاء المباريات وخروجهم من المقاهي بشكل عشوائي.
وبحسب مصادر خاصة لـ صوت العاصمة فإن أحياء الصالحية والشعلان والحمرا سجّلت في اليوم الأول للمونديال أكثر من 30 حالة اعتقال وتجنيد إجباري إثر مداهمة استخبارات النظام لعدد من المقاهي والمطاعم.
ورصد مراسلو صوت العاصمة تواجداً أمنياً لعناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات في المناطق التي خُصصت لعرض مباريات كأس العاصم ضمن شوارع مدينة دمشق، مشيرين إلى اقتصار الحضور على طلاب الجامعات والمدارس.
عين على المباراة والثانية على “باب القهوة”
وقال أحد سكان حي الميدان لموقع صوت العاصمة إن المقاهي الواقعة في سوق الجزماتية شهدت خلال الأسبوع الفائت عدة مداهمات استهدفت فئة الشبّان خلال فترة عرض مباريات كأس العالم، مشيراً إلى تراجع عدد رواد المقاهي ممن هم في سن التجنيد الاحتياطي خلال الأيام الأخيرة.
وتابع قائلاً “لست مطلوباً حتى الآن إلى التجنيد ولكني أتخوف من صدور قوائم جديدة واتجنب المرور على الحواجز الأمنية في طريقي اليومي بين المنزل والعمل، نجلس اليوم لنتابع مباريات المونديال عين على الشاشة والعين الثانية على باب المقهى خوفاً من دخول عناصر الأجهزة الأمنية”
“نحن وين والعالم وين حتى على حضور مباراة عم يلاحقونا” يقول الشباب الثلاثيني إن استمرار الحملات الأمنية على المقاهي يمكن أن تدفعه ورفقاته لاعتزال مشاهدة المباريات، ومتابعة ما يُنشر منها على مواقع التواصل الاجتماعي فحضور المباريات في المنزل “أمر مستحيل” نظراً لارتفاع كلفة الاشتراك بالقنوات الرياضية وغياب الكهرباء عن أحياء العاصمة السورية لأكثر من عشرين ساعة يومياً.
حملات مشابهة في الغوطة الشرقية وببيلا
وقال مراسلو موقع صوت العاصمة في ريف دمشق إن استخبارات النظام وجدت من مونديال كأس العالم فرصة مناسبة لملاحقة مطلوبي التجنيد المتوارين عن الأنظار، فشغف الناس بتلك الرياضة وهذا الحدث العالمي سيدفعهم للخروج نحو المقاهي حيث يتم عرض المباريات.
وأشار مراسلنا في بلدة ببيلا بريف دمشق إلى اعتقال تسجيل 35 حالة اعتقال في يوم واحد خلال مباراة الأرجنتين والسعودية في 22 تشرين الثاني الجاري عبر استهداف المنتزهات الشعبية والمقاهي وإقامة حواجز مؤقتة في الشوارع المؤدية إليها.
وأقامت مجموعات تتبع للأمن العسكري حواجز مؤقتة في محيط مسجد البراء بن مالك على الطريق الواصل بين ببيلا وبيت سحم حيث تتواجد معظم مقاهي المنطقة في حين استهدفت دوريات تتبع للفرع المذكور تلك المقاهي بحثاً عن مطلوبين.
وقال شهود عيان لـ صوت العاصمة إن دوريات راجلة وحواجز مؤقتة أوقفت ما يزيد عن 200 شاب خلال تواجدها في المنطقة للتحقق من أوراق الثبوتية والتأجيل من الخدمة الإلزامية.
وقال أحد وجهاء المنطقة لـ صوت العاصمة أن الحملة الأمنية خلفت 23 معتقلاً من بلدتي ببيلا وبيت سحم و 12 من بلدة يلدا المجاورة مشيراً إلى أن معظم المعتقلين متخلفين عن الخدمة الإلزامية.
وكثّفت استخبارات النظام من حملاتها الأمنية بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإلزامي والاحتياطي منذ صدور مرسوم التسريح وإنهاء الاحتفاظ في آب الفائت.
وتزامنت الاعتقالات في ريف دمشق خلال الفترة الماضية مع افتتاح عدة مراكز لـ “التسوية الأمنية” في سبيل استقطاب المتوارين عن الأنظار والمتخلفين عن الخدمة.