علمت “المدن” أن الجانب الروسي نقل غرف العمليات، وإدارة مراقبة مناطق “خفض التصعيد” في دمشق ومحيطها، من المبنى الاحتياطي لـ”هيئة الأركان” خلف وزارة التعليم العالي في دمشق، وخصص لها مبنىً في منطقة البرامكة بالقرب من الجمارك والسوق الحرة سابقاً. المبنى الجديد كان يتبع سابقاً لـ”الانشاءات العسكرية”، ويظهر منه للخارج طابقان فوق الأرض، وله نقاط حراسة عادية، ككل الدوائر الحكومية. وتشير مصادر “المدن” إلى وجود أربعة طوابق للمبنى تحت الأرض، كانت شاغرة في السابق.
وكانت مناطق “خفض التصعيد” تدار سابقاً من قبل بعض الضباط السوريين، بإشراف روسي مباشر. في حين تمّ تسليم المركز الجديد لـ3 ضباط روس، و6 ضباط سوريين برتب عالية، تحت اشراف ضابط روسي رفيع مقيم في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ويزور المبنى أسبوعياً ليطلع على سير الأمور في دمشق وريفها، والمناطق المشمولة بـ”خفض التصعيد”.
غرف مراقبة “خفض التصعيد” فيها شاشات مراقبة لمناطق جنوبي وشرقي العاصمة، والبعض منها تتم مراقبته بكاميرات حرارية، والبعض الآخر بطائرات من دون طيار تحلق في المنطقة المعنية، يومياً، بأكثر من ثلاث طلعات، وتلتقط صوراً مباشرة تصل إلى حميميم والأركان ووزارة الدفاع السورية، وتسجل كل المعارك والقصف الصاروخي أو الجوي. هذا بالإضافة إلى تقارير تُرسل من أرض المعركة، عبر ضباط من قوات النظام مدربين من قبل الجانب الروسي، لإرسال تقارير ساعية، عن مجريات سير المعارك والتقدم والقصف والتراجع والخسائر البشرية والعسكرية.
وللمركز الرئيسي الجديد نقاط تمركز فرعية، تتصل ببعضها عبر شبكة انترنت محلية. وبسبب طول الجبهات، هناك نقاط محددة لإرسال التقارير ورصد الخروق والاشتباكات؛ وهي نقطة مراقبة في مبنى “بانوراما حرب تشرين التحريرية” على طريق العدوي، ونقطة مراقبة في قبو مشفى في حي باب توما على أطراف الغوطة الشرقية في المدينة القديمة، ونقطة مراقبة جنوبي دمشق في محيط “فرع الدوريات” ضمن بناء محصن تابع لـ”الأمن العسكري” تم تسليمه للروس منذ فترة، ونقطة مراقبة في بلودان داخل إحدى الثكنات العسكرية على الحدود السورية-اللبنانية في أحد الجبال المرتفعة.
وتُرجح مصادر “المدن” وجود المزيد من النقاط التي يتواجد فيها ضباط روس ومن قوات النظام برتب منخفضة، ومهمتها إرسال التقارير للضباط في المقر المركزي. وتتحكم تلك النقاط بطائرات بلا طيار، لتصوير المنطقة وإجراء مسح بشكل دوري ويومي، وتتصل بالمركز الموجود في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، ويتم نقل أي قصف او اشتباك او طلعات جوية بتقارير مفصلة ومصورة.
في كانون الثاني/يناير، بحسب مصادر “المدن”، زار ضباط روس رفيعي المستوى، البناء الموجود في منطقة البرامكة، قادمين من حميميم، وجمعوا كافة الضباط الموجودين، وسط دهشتهم من غياب بعض الضباط السوريين. الأمر الذي تسبب بغضب كبير من الروس وإحراج لإدارة أركان النظام، وتم إحضار الغائبين على الفور، وعقد اجتماع استمر لأكثر من اربع ساعات.
الزيارة، بحسب مصادر “المدن”، جاءت على خلفية نقص في عدد التقارير، والصور الواردة إلى حميميم من مركز البرامكة، الأمر الذي عزاه الضباط الروس إلى “التقصير بالعمل من قبل الضباط السوريين”، وقاموا بعزل ضباط من قوات النظام، من المتغيبين، وطلبوا بدلاء عنهم من “الأركان” والدفاع.
وبعد الزيارة المفاجئة، تم تغيير عدد من ضباط قوات النظام في المركز، وإضافة 8 ضباط روس على الأقل، وتجهيز الطوابق السفلية الفارغة من المبنى، لتصبح مقر إقامة دائم للضباط. والتجهيزات شملت غرف استحمام ورياضة وإطعام، وتم وضع خطة جديدة لعمل نقاط المراقبة وتصوير كل ما يحدث على جبهات دمشق الشرقية.
المصدر: جريدة المدن.