بحث
بحث
واشنطن بوست: كورونا في مناطق النظام السوري خارج عن السيطرة
واشنطن بوست

واشنطن بوست: كورونا في مناطق النظام السوري خارج عن السيطرة

أرقام الوفيات “مرعبة” في الدولة الصارمة على المعلومات

سلّطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الضوء على الواقع الصحي بمناطق سيطرة النظام السوري، في ظل فيروس كورونا الذي بات “خارجا عن السيطرة”.

وأكّد التقرير المنشور يوم الجمعة 24 أيلول، تحت عنوان “فيروس كورونا خارج عن السيطرة في سوريا مهما تقول الحكومة”، أنّ الإصابات الحقيقية بالفيروس أكبر من تلك المعلن عنها رسميا.

ونقلت الصحيفة عن طالب طب قوله إنّ “المرضى يموتون، لكن لكي تحكم على سبب الوفاة (بأنه من فيروس كورونا)، تحتاج إلى إجراء مسحة، ويجب أن يكونوا قد تم تشخيصهم مسبقاً”، مؤكّدا أن هذا “لا يحدث”.

من جهته، قال طبيب مقيم في أحد مستشفيات دمشق الكبرى، إنّه يتم استبعاد العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض كورونا، فيما يتم استقبال حالات الإصابات الشديدة فقط.

وأشار الطبيب إلى نقص أجهزة التنفس، وأسطوانات الأوكسجين، وعدم توفّر الأسرّة، مؤكّدا أنّه ورغم تغيير أجنحة المستشفى وإيقاف عمل الأجنحة الأخرى وتركيز طاقات المستشفى بالكامل على الكورونا والعزلة، ومع ذلك، لا يمكنها التعامل مع هذا الوباء”.

دولة صارمة على المعلومات

وأوردت الصحيفة إحصائية نشرتها نقابة الأطباء في سوريا الشهر الماضي، وثّقت فيها وفاة 61  طبيبا بسبب كورونا، فيما سجّلت وزارة الصحة في النظام قبل يوم واحد من صدور الإحصائية، 60 حالة وفاة فقط في جميع أنحاء البلاد.

 واعتبرت الصحيفة الأرقام المتناقضة بين الوزارة والنقابة تناقضا يكشف “مزاعم الحكومة” حيال الأعداد الحقيقية لضحايا الفيروس في دولة “دولة معروفة برقابة صارمة على المعلومات وعدم تسامحها الشديد مع وجهات النظر البديلة”.

ووصف طالب طب سوري أعداد المتوفين بأنّه “مرعب”، حسبما ترجم موقع تلفزيون سوريا عن الصحيفة التي أشارت إلى أنّ “الصحة” تعتمد على اختبارات فيروس كورونا الإيجابية، لكن لا يوجد سوى ستة مراكز اختبار في مناطق سيطرة النظام.

ووفقا لطلاب طب وأقارب مرضى، يحاول الأطباء تشخيص الحالات بناء على صور الصدر بالأشعة السينية وأعراض أخرى، ويرسلون المرضى إلى منازلهم للحجر الصحي والعناية بأنفسهم.

 مقبرة نجها

ونقل التقرير عن أقارب رجل مسن  في دمشق، قولهم إنّه توفي في مستشفى حكومي بعد أن ثبتت إصابته بالفيروس، وأمرت عائلته بدفنه في مقبرة نجها.

ولاحظ سكان دمشق خلال الأشهر الماضية، ظهور اسم مقبرة نجها بشكل لافت في النعوات المنتشرة في المدينة، وفقا للصحيفة.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة (Maxar Technologies)، وهي شركة تكنولوجيا فضاء مقرها ولاية (كولورادو)، بين 27 من حزيران و 4 من آب 2020، نحو عشرة صفوف من القبور أُضيفت إلى تلك المقبرة على مدار الأشهر القليلة الماضية، ما يوحي لبعض السوريين بأنها أصبحت مقبرة رئيسية لضحايا كوفيد -19.

وفي آب أوضح مصدر خاص في مكتب دفن الموتى، لت صوت العاصمة، أنّه لم يشهد حالات وفاة كهذه التي تحصل في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أنّ دفن الجثث في مقبرة نجها غير مسموح به دون تصريح رسمي، وأنّ الدفن يتم دون أي إجراءات خاصة.

وحتى تاريخ أمس الجمعة، سجّلت وزارة الصحة 4001 إصابة بالفيروس، بينها 1028 حالة تماثلت للشفاء، و185 حالة وفاة.