بحث
بحث
الانتخابات إلزامية لطلاب جامعة دمشق، والشتائم حاضرة في مراكز الاقتراع
مبنى مجلس الشعب في دمشق- صوت العاصمة

الانتخابات إلزامية لطلاب جامعة دمشق، والشتائم حاضرة في مراكز الاقتراع

كغيرها من الانتخابات المحلية السورية، وما أن أُعلن عن البدء بانتخابات أعضاء مجلس الشعب لهذا العام، حتى بدأت الإجراءات الاستخباراتية المتمثلة بإجبار أكبر عدد ممكن من السوريين على الإدلاء بأصواتهم وبـ “الإكراه”، على خلاف الحملات الانتخابية التي يعمد فيها المرشحين لجذب الناخبين بالإغراء والإرضاء.

انتخابات إجبارية لطلاب جامعة دمشق:
لطلاب جامعة دمشق بمختلف الكليات النصيب الأكبر من الإجراءات المتخذة في هذه الدورة الانتخابية، لا سيما أنها جاءت تزامناً مع امتحاناتهم، فكان من السهل الوصول لأكبر تجمع منهم، وإرغامهم على الإدلاء بأصواتهم.

أحد طلاب جامعة دمشق قال لـ “صوت العاصمة” إن عمادة الكليات أخّرت البدء بالامتحانات لمدة قاربت الـ 20 دقيقة عن الوقت المقرر، لضمان تجمع أكبر عدد من الطلاب داخل القاعات والمدرجات، وأقدمت على إعطاء محاضرة سريعة عن الانتخابات ودور المواطن فيها.

وأضاف الطالب أن عدد من الأشخاص من غير التابعين للكلية أو موظفيها، دخلوا القاعات قبل انتهاء وقت الامتحان بقرابة النصف ساعة، وعملوا على جمع البطاقات الشخصية للطلاب، موجّهين إنذارات بمساءلة من يمتنع عن الإدلاء بصوته.

وأشار الطالب إلى أن مشادات كلامية دارت بين جامعي البطاقات الشخصية، وبعض الطلاب الذين امتنعوا عن منحهم إياها، مستندين إلى أنهم من محافظات سورية أخرى، ولا يحق لهم الانتخاب بدمشق، ما دفع مراقبي الامتحانات للتدخل وإخراج أولئك الأشخاص من المدرجات والقاعات.

وأكّد الطالب أن أمن الكلية أعاد جميع الطلاب الذين حاولوا الخروج من الحرم الجامعي دون انتخاب إلى صناديق الاقتراع، مؤكداً أن عراك بالأيدي دار بين عناصر اتحاد الطلبة وبعض الطلاب من رافضي الانتخاب، وسط تهديدات بالمحاسبة والاعتقال بتهمة التحريض على مقاطعة الانتخابات.

الانتخاب الإلزامي يطال السكن الجامعي:
لم يكن حال قاطني المدينة الجامعية بدمشق، أفضل حالاً من الطلاب المتقدمين للامتحانات في الساعات الأولى للبدء بالعملية الانتخابية، فسياسة المشاركة بالانتخابات “قسراً” كانت حاضرة فيها أيضاً.

أمل (مستعار- 22 عاماً) وهي واحدة من الطالبات القاطنات في المدينة الجامعية قالت لـ “صوت العاصمة”: “مع ساعات الصباح الأولى، وقبل استيقاظ معظم الطلاب والطالبات، قدم العديد من مندوبي مرشحي مجلس الشعب، برفقة عدد من عناصر الأفرع الأمنية، وآخرين يتبعون لاتحاد الطلبة إلى السكن، وأخذوا بجمع البطاقات الشخصية للطلاب، قبل توجه الجميع للذهاب إلى صناديق الاقتراع داخل السكن”.

وأشارت أمل إلى أن الخروج من السكن الجامعي ارتبط بالحبر الظاهر على أصابع الطلاب، لمعرفة الناخبين من الممتنعين عن المشاركة بالانتخابات، مؤكدةً أن عناصر اتحاد الطلبة منعوا الطلاب غير المشاركين من الخروج قبل الذهاب للاقتراع.

وبيّنت أمل أن العناصر جمعوا البطاقات الشخصية لمئات الطلاب والطالبات، وذهبوا للاقتراع عوضاً عنهم، لافتةً أن التهديدات والشتائم كانت حاضرة كصناديق الاقتراع داخل السكن.

وختمت أمل: “أقدمنا على الانتخابات أم لا، النتيجة واحدة، ولا خيار أمامنا سوى الانصياع للتوجيهات، وإلا فنكون شركاء بـ “مؤامرة أعداء الوطن” بحسب تهديداتهم”.

الشتائم حاضرة في مراكز دمشق، والصوت بخمسة آلاف في ريفها:

عشرات الأوراق الانتخابية كشفتها اللجان المخصصة لفرز الأصوات في صناديق الاقتراع بالعاصمة دمشق، تضمّنت شتائم طالت المرشحين المستقلين تارة، وقائمة “الجبهة الوطنية” تارة أخرى، وفي أوراق انتخابية أخرى أقدم الناخبون على شطب كافة أسماء المرشحين المذكورين فيها، بحسب مصادر صوت العاصمة.

وأضافت المصادر أن مراكز الاقتراع شهدت شتائم أطلقها الناخبون طالت المرشحين والقائمين على عملية الانتخاب، وسط انزعاج واضح من المندوبين الذين أخذوا بالتجمع حول المارة وإدخالهم إلى مراكز الاقتراع لانتخاب مرشحيهم، واصفين تصرفهم بـ “التسول”.

وأكّدت المصادر أن المرشحين عن محافظة ريف دمشق، في معظم مدنها وبلداتها، عملوا على جمع الأصوات من الناخبين مقابل مبلغ مالي قُدر بـ 5 آلاف ليرة سورية، إضافة لنقهم إلى مراكز الاقتراع وإعادتهم لمنازلهم.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير