ألغت مجموعة من أبناء بلدة زاكية بريف دمشق الغربي، الأربعاء 27 أيار، عقود قتالها في ليبيا إلى جانب قوات حفتر المدعوم روسياً، بعد ساعات على نقلها إلى مركز تجمع “القوات الرديفة” في مدينة حمص.
وكشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” أن مجموعة قوامها 15 شاباً من أبناء البلدة، ألغت عقود قتالها المنظمة مع القوات الروسية، وعاد عناصرها إلى منازلهم بعد اجتماع عُقد مع الضباط الروس، عقب وصولهم مركز التجمع في مدينة حمص.
وقالت المصادر إن الشبان اكتشفوا خديعة مسؤول تنظيم العقود القتالية في زاكية “عزيز شودب”، بعد الاجتماع مع القوات الروس، الذين شرحوا بدورهم مهمة العناصر المجهزين للانتقال إلى ليبيا، ليتبين إنها القتال والزج في المعارك الدائرة.
وأوضحت المصادر أن “شودب” عزم على تجنيد الشبان من أبناء المنطقة بذريعة حماية المنشآت الروسية في ليبيا، على ألا يزج أحدهم بالمعارك الدائرة فيها، ما دفع الشبان للاعتراض على المهمة القتالية والمطالبة بالعودة إلى بلدتهم.
وبيَّنت المصادر أن عناصر المجموعة تواصلوا مع ذويهم وشرحوا لهم المهمة التي ستوكل إليهم، مبدين رغبتهم بالعودة إلى البلدة، مشيرةً إلى أن الأهالي وجهوا تهديدات مباشرة لمسؤول عمليات التجنيد “عزيز شودب” وعائلته ما لم يتم إعادة أبنائهم.
وتمكن شودب بعد التواصل مع القوات الروسية من إعادة جميع عناصر المجموعة إلى زاكية، إلا أن الروس ألغوا تكليفه بمتابعة مهمة التجنيد، بحسب المصادر.
ونُقلت المجموعة الأولى من أبناء بلدة زاكية المجندين للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، من قبل قائد إحدى الميليشيات المحلية التابعة للأمن العسكري “عزيز شودب”، قبل أمس الثلاثاء إلى مركز تجمع أنشأه الروس في مدينة حمص، ليتم جمع العناصر من جميع المحافظات السورية فيه، ونقلهم فيما بعد إلى مدينة بنغازي الليبية.
مهمة تجنيد الشبان من أبناء المنطقة، أوكلت للمدعو “عزيز شودب”، قائد إحدى الميليشيات المحلية التابعة للأمن العسكري، والقيادي السابق في فصيل “حركة أحرار الشام” المعارض سابقاً، نهاية نيسان الفائت، بعد اتفاق عُقد بين ضباط روس و”محسن شودب” أحد أبرز عرابي المصالحة في ريف دمشق، والواجهة السياسية لشقيقه عزيز، في مبنى شعبة الأمن العسكري بدمشق.
وتضمن الاتفاق المبرم بين الطرفين، تجنيد 1000 شاب من أبناء مدينة الكسوة وبلدات زاكية والطيبة والمقيليبة والديرخبية بريف دمشق الغربي، بعقود قتال مدتها ثلاثة أشهر، وراتب شهري يُقدر بـ ألف دولار أمريكي للعنصر الواحد، و1500 دولار لقائد المجموعة القتالية.
ونظّم شودب العقود القتالية لأوائل العناصر الراغبين بالتوجه إلى ليبيا، في الخامس من أيار الجاري، في مقر مفرزة الأمن العسكري في الكسوة.
وقدمت القوات الروسية عرضاً لذوي المعتقلين من أبناء بلدات جنوب دمشق، بإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين في سجني عدرا المركزي وصيدنايا العسكري، مقابل القتال إلى جانب قوات “خليفة حفتر” في ليبيا، إضافة لشطب الملفات الأمنية وبرقيات الملاحقة والاعتقال بحق أبناء المنطقة الراغبين بالقتال في ليبيا من غير المعتقلين، بموجب عقود قتالية مدتها ثلاثة أشهر فقط، مع إمكانية تجديدها للراغبين، ومقابل مبالغ مالية بلغت 1000 دولار أمريكي شهرياً للعنصر الواحد، استطاعت من خلاله تجنيد 50 شاباً من أبناء بلدة يلدا جنوب العاصمة دمشق، ونقلهم إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية، الأسبوع الفائت، ليتم نقلهم منها إلى ليبيا بعد الانتهاء من التدريبات العسكرية.
القوات الروسية أرسلت مجموعة قوامها 25 مقاتلاً من أبناء مدينة دوما في الغوطة الشرقية، إلى مدينة بنغازي الليبية عبر مطار دمشق الدولي مطلع شباط الفائت، للقتال إلى جانب قوات حفتر، بمهمة قتالية مدتها ثلاثة أشهر مقابل شهر واحد إجازة يقضيها المتطوع في مدينته، مقابل مبلغ 800 دولار أمريكي للمقاتل الواحد شهرياً، إضافة لمنحهم بطاقات صادرة عن قاعدة حميميم العسكرية تحت مسمى “بطاقة أصدقاء روسيا”، التي تحمي حاملها من أي مسائلة أمنية أو اعتقال لأي غرض كان.
وعمل الروس على تجنيد مقاتلين سابقين في ميليشيا صقور الصحراء، من مناطق وسط سوريا، للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر، برواتب تصل إلى 1000 دولار أمريكي شهرياً، مقابل الاعفاء من الخدمة الإلزامية والاحتياطية وإبعادهم عن الملاحقة الأمنية.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير