اعترض الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، على وصف الحكومة السورية للفصائل المحلية في أشرفية صحنايا بأنها “مجموعات خارجة عن القانون”، معتبراً أنها كانت تدافع عن منازلها.
وقال الهجري في بيان نُشر عبر “فيسبوك” إن “خمسة أشهر مضت على سقوط النظام، لكننا ما نزال ننتظر من أبنائنا أن يحققوا النصر، ويمنعوا المجازر، ويضعوا أسس الدولة”، لافتاً إلى أنه كان يأمل بإعلان حكومة مدنية تضمن الحريات وتحترم التعددية ضمن رؤية لا مركزية.
وأضاف أن “الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية ثم تدعي أنها عناصر منفلتة”، معتبراً أن القوات الحكومية “آلات قتل دموية”، ومطالباً بتدخل دولي فوري لحفظ السلام في ظل ما وصفه بـ”القتل الجماعي”.
وجاء البيان تعليقاً على المواجهات العسكرية الأخيرة في أشرفية صحنايا وجرمانا، والتي انتهت باتفاق بين الحكومة وفصائل درزية مسلحة كانت متمركزة في المنطقة.
من جهته، قال محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، في مؤتمر صحفي مساء أمس، إن القوى الأمنية سيطرت على كامل أشرفية صحنايا واعتقلت وقتلت عناصر المجموعة التي وصفها بـ”الخارجة عن القانون”.
وأشار إلى غارات إسرائيلية على المدينة أسفرت عن مقتل عنصر أمن ومدني.
وأكد المحافظ أن السلاح يجب أن يكون محصوراً بيد الدولة، وأنه لا بد من تحقيق السلم الأهلي بمشاركة جميع الفعاليات، وأعلن عن تشكيل وفد من صحنايا للتنسيق مع الحكومة.
وفي وقت سابق، قال الشيخ سليمان عبد الباقي قائد فصيل “تجمع أحرار جبل العرب”، إن جهات متطرفة اخترقت وزارتي الدفاع والداخلية السورية وتسببت بالتصعيد، ودعا الجهات الرسمية لحماية المدنيين.
وأشار عبد الباقي إلى أن الفصيل شارك منذ سقوط النظام في جهود المصالحة وأفرج عن أكثر من ألف معتقل، مؤكدا التزامه بالدفاع عن المدنيين، ومطالباً ببناء سوريا موحدة لكل أبنائها.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية السورية رفضها أي تدخل خارجي، ووصفت دعوات بعض الجماعات للحماية الدولية بأنها “غير شرعية ومرفوضة”، مشيرة إلى أنها “محاولة لتدويل الوضع”، وشددت على أن جميع القضايا تعالج ضمن مؤسسات الدولة.
وأشادت الوزارة بـ”الطائفة الدرزية الكريمة”، وأكدت التزامها بحماية جميع مكونات الشعب السوري، مثمنةً دور مشايخ الطائفة في الحفاظ على السلم الأهلي.
وفي ليل 29 نيسان الفائت، اندلعت اشتباكات بين مجموعات حاولت اقتحام منطقة صحنايا وفصائل محلية؛ وصباح اليوم التالي تجددت الاشتباكات وأسفرت عن قتلى وجرحى.
ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن تامر رفاعة الممثل عن المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، أن المهاجمون فصائل غير معروفة الانتماء، وناشد الجهات المعنية التدخل لوقف الهجوم على المدينة.
وأفاد مراسل صوت العاصمة، أن أرتال لقوات الأمن العام اتجهت إلى أشرفية صحنايا لضبط الأمن وإيقاف الاشتباكات.
ومنتصف يوم أمس أفاد مراسلنا أن قوات وزارتي الدفاع والداخلية دخلت بعد عملية تمشيط مكثف إلى عمق أشرفية صحنايا مدعومة بالمدرعات والآليات العسكرية، وطالبت المجموعات المتمركزة داخل تلك المنطقة بتسليم السلاح.
في حين شن سلاح الجو الإسرائيلي عدة غارات جوية ونفذ 3 ضربات بمسيرات بمحيط منطقة صحنايا؛ أسفرت عن مقتل عنصر أمن، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية السورية.
وجاء في بيان لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن الجيش نفذ الهجمات بريف دمشق تحذيراً لحكومة دمشق لمنع من إلحاق الأذى بالدروز.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر أمني في دمشق (لم تسمّه)، قوله إن مجموعات خارجة عن القانون من منطقة أشرفية صحنايا قامت بالهجوم على حاجز يتبع لإدارة الأمن العام مساء الثلاثاء 29 نيسان الفائت، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر بجروح متفاوتة.
وتزامناً مع الهجوم الأول، انتشرت مجموعات أخرى بين الأراضي الزراعية وشرعت بإطلاق النار على آليات المدنيين وآليات إدارة الأمن العام على الطرق، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين.
ونقلت” سانا” عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة قوله، إن 11 شخصاً قتلوا إثر استهدافات “المجموعات الخارجة عن القانون” للمدنيين وقوات الأمن في أشرفية صحنايا، إضافة إلى عدد من الإصابات.