امتنعت المشافي الخاصة في العاصمة دمشق مؤخراً، عن استقبال جميع الحالات المرضية، حتى الساخنة منها والإسعافية، كالجلطة الدماغية والاحتشاء القلبي، والحالات التي تستدعي تدخل جراحي فوري، وذلك بعد تعميم سرّي صدر عن وزارة الصحة للمشافي الخاصة خلال فترة انتشار فيروس كورونا.
وعمدت المشافي الخاصة إلى تحويل جميع الحالات الواردة إليها إلى المشافي العامة، بعد تلقيها تعميم وزارة الصحة، ما تسبب بوفاة العديد منها، بسبب الانتظار لمدة طويلة، وتردي الواقع الطبي فيها، بحسب مصادر صوت العاصمة.
مشفى المواساة بدمشق، يعتبر من أسوء المشافي الحكومية من حيث الرعاية الطبية والمناوبات الليلية القليلة، حيث يتوجب على المريض الانتظار حتى الصباح للكشف على حالته الصحية، فضلاً عن جمع عدد قد يتجاوز الـ 6 مرضى مع مرافقيهم في غرفة واحدة في بعض الأحيان، في حين يُبرر الكادر الطبي هذا التردي بـ “التعب” من حالات الإصابة بفيروس كورونا.
حال مشفى المجتهد ليس أفضل من سابقته، إلا أن الخوف الكبير لدى الأهالي يُضاف إلى التجهيزات الطبية المتردية، على اعتباره بؤرة انتشار فيروس كورونا في العاصمة، كونه المشفى المتلقي لجميع الحالات، فيما تُعد باقي المشافي العامة كالهلال الأحمر في شارع بغداد، ومشفى ابن النفيس في ركن الدين، خارج حالة الجاهزية.
طبيب في إحدى المشافي الحكومية قال لـ “صوت العاصمة” وزارة الصحة وجَّهت تعليمات غير معلنة للمشافي الخاصة، بعدم استقبال أي حالة مرضية على الإطلاق، وتحويل جميع المرضى للمشافي الحكومية، حيث تُخضع جميع المرضى ومرافقيهم، لعمليات المسح الخاصة بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن هدف الوزارة هو نقل الصورة للأهالي بأنها تعمل بجد للوصول إلى حالات الإصابة بالفيروس بشكل سريع، إلا أن معظم الفحوصات التي تُجريها الوزارة “شكلية” بحسب وصفه.
وأضاف الطبيب أن إجراء التحاليل الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، محصور بأطباء وزارة الصحة فقط، حيث تُرسل الوزارة طبيباً مختصاً برفقة كادر طبي إلى المشافي الحكومية عند إبلاغ الوزارة بورود حالة مشكوك بإصابتها، مؤكدةً أن الوزارة خصّصت طبيبين فقط لدمشق بالكامل.
وأشار الطبيب إلى أن مختصي الوزارة، يعملون ضمن دوام إداري بين من الصباح حتى أولى ساعات الظهيرة، ويمتنعون عن أخذ أي عينة بعد ذلك الوقت مهما كانت الحالة حرجة، بحجة انتهاء الدوام.
الانتقال من مشفى إلى آخر، يتطلب من المريض الحصول على نتيجة اختبار الكشف عن فيروس كورونا، في الوقت الذي تمتنع المشافي عن استقبال طلب نقل لأي مريض دوم تقديمها، إضافة لكون بعد أخذ العينة من الحالة المشكوك بإصابتها، يتوجب على صاحب التحليل الانتظار لمدة ثلاثة أيام ليتم إبلاغه بالنتيجة.
وأكَّد الطبيب أن الطريقة الوحيدة للحصول على نتيجة التحاليل الخاصة بالفيروس، هو إجراءها في المختبرات الطبية الخاصة، حيث تظهر النتيجة خلال 24 ساعة، لافتاً أن تكلفة التحليل الواحد يتجاوز مبلغ 150 ألف ليرة سورية.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير