صوت العاصمة – خاص
اتخذت محافظة دمشق وبتوجيهات من إدارة المخابرات العامة، قراراً “غير معلن” بتفريغ مراكز الإيواء في العاصمة وترحيل القاطنين فيها، خاصة من أبناء المدن والبلدات التي استعادها النظام السوري مؤخراً.
وبدأت تلك الاجراءات بعد اجتماعات مطولة بين أعضاء محافظة دمشق، والهيئة السورية لشؤون الأسرى، وإدارة فريق دمشق التطوعي المسؤول المباشر عن مراكز الإيواء، وذلك مطلع آب الماضي، لوضع آلية لترحيل مئات العوائل إلى بلداتهم، ونقل أخرى إلى مراكز إيواء بعيدة عن مدينة دمشق.
تنفيذ القرار بدأ بشكل بطيئ ليتم استيعاب ردة فعل الناس، خاصة من سيتم نقله إلى محيط دمشق كمراكز الدوير وحرجلة، البعيدة جداً عن أماكن عمل أرباب تلك العوائل، ومدراس أطفالها، ثم تسارع الأمر ليتم ترحيل عدد كبير من العوائل إلى أرياف المحافظات ومراكزها والتي استطاع النظام مؤخراً السيطرة عليها، والحجة التي اعتمدتها المحافظة أن الأمن والأمان عاد إلى مناطقكم، ولم يعد هناك تواجد لأي مسلح، فلا بد من العودة إلى منازلكم.
وخلال شهرين تم تقليص عدد مراكز الإيواء من 20 مركز إلى عشرة تقريباً، اقتصرت على المهجرين من محيط العاصمة دمشق، كالغوطة الشرقية ومناطق سيطرة داعش في الجنوب وأحياء جوبر والقابون، وبعض المهجرين من أرياف دير الزور والرقة وحلب وادلب، والتي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وأخرى لسيطرة تنظيم داعش.
وبحسب معلومات وردت لشبكة “صوت العاصمة” فإنه تم إخلاء مراكز الإيواء في المزة والمهاجرين، وإبقاء مراكز كفرسوسة وباب مصلى ودمر والمشروع والزاهرتين القديمة والجديدة، بمعدل 8 مراكز داخل العاصمة دمشق، سيتم توزيع العوائل المهجرة من دمشق وريفها على تلك المراكز بالتساوي.
ومع موجة الترحيل والنقل من مراكز الإيواء، عمدت المحافظة إلى تغيير عدد من المشرفين على المراكز، كي لا يتم التلاعب بالقوائم المخصصة للترحيل، برشوة مالية، او بسبب علاقة بين مشرف المركز والقاطنين فيه.
وفي حديث لشبكة “صوت العاصمة” مع أحد المهجرين من حي العسالي منذ أكثر من ثلاث سنوات، والمقيم في مركز إيواء بحي الزاهرة، قال أنه يخشى أن يتم نقله إلى مركز الدوير، أو مركز حرجلة البعيدين عن قلب المدينة، خاصة أنه وبعد معاناة دامت لأكثر من عام استطاع الحصول على عمل “ميكانيكي” في المنطقة الصناعية القريبة، وقام بتسجيل أطفاله في مدارس المنطقة، ولم يعد بحاجة إلى المساعدات المقدمة له من قبل المركز، بحسب تعبيره، وهو يتخوف الآن من نقله إلى مركز بعيد، الأمر الذي سيعيده إلى نقطة الصفر.
ونشر موقع الوطن الموالي للنظام، نقلاً عن رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرى أن أكثر من 50% من سكان مراكز الإيواء عادوا إلى منازلهم، فيما يتنظر الباقي إعادة تأهيل البنية التحتية للمدن والمناطق التي استعادها “الجيش السوري” مؤخراً، مبرراً عمليات التهجير التي طالت مئات العوائل في مراكز الإيواء .