بعد انتشار فيروس كورونا المستجد في الدول المجاورة لسوريا، وتداول الأحاديث بين الأهالي في العاصمة دمشق ومحيطها عن تسجيل حالات إصابة في مناطقهم، وعلى الرغم من إنكار حكومة النظام المتكرر عن تسجيل تلك الحالات، وحظر النقاشات المتعلقة بالفيروس وانتشاره بين الأهالي، سارع معظم الأهالي إلى الصيدليات والمراكز الصحية لشراء المواد المطلوبة للوقاية.
وتزايد الطلب عليها بعد القرارات المتتالية التي أصدرتها كل من الوزارات في سوريا، وعممتها على دوائرها ومؤسساتها في مختلف المحافظات، آخرها تعليق الدوام الرسمي للموظفين وإغلاق الأسواق، بالتزامن مع انتشار صور ومقاطع مرئية تُظهر مراكز الحجر الصحي وأعداد الحالات المتواجدة فيها، فضلاً عن عشرات التقارير والأخبار التي تؤكد تسجيل حالات إصابات في مناطق سيطرة النظام، ولا سيما في العاصمة دمشق ومحيطها.
تزامناً مع الطلب المتزايد على المواد الطبية المُستخدمة كإجراء وقائي، ارتفعت أسعار الكمامات والكحول الطبي والمعقمات، إضافة لمواد التنظيف المنزلي، فيما اختفت المواد المطهرة والكحول من الأسواق بشكل كامل.
موقع صوت العاصمة أجرى جولة في الصيدليات المنتشرة في دمشق ومحيطها عبر مراسليه، وتحقق من الارتفاع الكبير بأسعار الكمامات والمواد الكحولية والمطهرات.
ويتراوح سعر الكمامات في السوق بين 200 إلى 3300 ليرة سورية، بحسب النوع، حيث أن الصناعة المحلية منها قد تصل إلى 300 ليرة، والألمانية إلى 2000 ليرة سورية، وتكون متعددة الطبقات، بينما يصل سعر الكمامة ذات الفلتر، والتي تدوم لفترة أطول، إلى 3300 ليرة سورية.
وارتفعت أسعار القفازات الطبية وقفازات النايلون، تزامناً مع ارتفاع اسعار المُطّهرات والكمامات، حيث وصل سعر زوج كفوف النايلون إلى 25 ليرة سورية، فيما تجاوز سعر زوج كفوف “لاتيكس” حاجز الـ 200 ليرة.
ووصل سعر ليتر المعقم من ماركة “هاي جين” إلى 5500 ليرة سورية، بينما تجاوز سعر المعقم safe بحجم 500 مل الـ 1000 ليرة سورية.
وارتفع سعر معقم الأسطح سوبر كلير سعة 1 ليتر إلى 5000 ليرة سورية، بينما وصل سعر معقم اليدين من حجم 100 مل بتركيز كحولي 70% إلى 500 ليرة سورية.
وعلى الرغم من اتباع الكثير من الأهالي للإجراءات الاحترازية والوقائية، إلى أن القسم الأكبر منهم يحمل مفاهيماً خاطئةً عن استخدام تلك المواد الطبية والكحولية، ولا سيما الكمامات والمطهرات.
مصدر طبي قال لـ “صوت العاصمة” إن الكثير من الأهالي لا يجيدون استخدام الكمامات في حالات انتشار الأوبئة، معتقدين أن استخدامها لساعات طويلة إجراء جيد، لافتاً أن استخدام الكمامة لوقت يتجاوز الوقت المخصص قد يتسبب لأمراض رئوية وتنفسية، وخاصة إذا عمد إلى تركها واستخدامها في اليوم التالي، كون تجمع الرذاذ الخارج من الرئتين لساعات طويلة يمكن أن يزيد من احتمالية انتقال الفيروس.
وأوضح المصدر أن الكمامة ذات الطبقة الواحدة لا يجب أن تزيد مدة استخدامها عن ثلاث ساعات فقط، وأن الكمامة ذات الطبقات المتعددة يمكن أن تُستخدم لمدة ست ساعات كحد أقصى، مشيراً إلى أن الكمامات ذات الفلتر يمكن استخدامها لمدة تتراوح بين 4 إلى 3 أيام، وذلك بحسب طبيعة ساعات الاستخدام اليومية وبيئة المناطق المتواجد فيها مستخدم الكمامة.
وأشار المصدر إلى أن الكمامة تستخدم بشكل رئيسي في المناطق المزدحمة كالمواصلات العامة والأسواق والمتاجر، مضيفاً أن دورها الرئيسي يكمن في حماية مستخدمها من فيروسات الجو، إضافة للحماية من رذاذ العطاس والسعال من الأشخاص المتواجدين في الجوار.
وأكَّد المصدر على ضرورة غسل اليدين بشكل جيد قبل وضع الكمامة وأثناء إزالتها، إضافة لمحالة الابتعاد عن تحريكها أثناء التواجد في الأماكن العامة.
وعن استخدام الكحول الطبي، لفت المصدر أن الكحول المستخدم يجب أن يكون بتركيز يزيد عن 60%، كمال في الجل المعقم، مؤكّداً أن ليس جميع الأنواع الجل قادرة على التخلص من الفيروس.
وحذَّر المصدر من دخول الكحول بشكل مباشر إلى الجوف، لما يسببه من تسمم للمستخدم، مضيفاً: “يُنصح باستخدام الكحول الطبي من قبل البالغين فقط، وعدم تعريض الأطعمة له بشكل مباشر”.
وتابع المصدر: “يمكن استخدام الكلور المخفف بعد تمديده بالماء لتعقيم الملابس وتنظيف الأسطح الجامدة، التي يمكن أن يعيش فيها فيروس كورونا”، لافتاً أنه لا يمكن خلط المعقم بالكلور المخفف لأن تلك العملية قد تحوله إلى “غاز سام”.
وبحسب المصدر فإن الغسل بالماء والصابون هو الطريقة الأصح في معظم الحالات، والأكثر ضماناً للاستخدام، وخاصة للأطفال، مؤكداً على ضرورة الغسل جيداً بعد استخدام الكحول لتجنب الإصابة لحالات التسمم.
وبيَّن المصدر الطبي أن مطهر “ديتول” لا ينوب عن الكحول في مثل هذه الحالات، لعدم احتوائه على نسبة الكحول المطلوبة، وأن استخدامه قد يكون لتنظيف الأواني والأسطح والفواكه، شرط إعادة غسلها جيداً بالماء، مضيفاً أن هذه الاستخدامات تنطبق على المناديل المعطرة أيضاً.
انتشرت خلال الأيام الماضية، كمامات مصنعة في ورشات الخياطة المحلية، باستعمال بعض أنواع الشاش والأقمشة البيضاء، دون مراعاة معايير “الكمامات الطبية”، التي تُصنّع من خيوط البلاستيك المعالجة، وتكون غير القابلة للاشتعال.
وقالت صحيفة الوطن الموالية: إن هذا النوع من الكمامات انتشر بكثافة في الصيدليات، وهي تشبه إلى حد كبير الكمامات الطبية من حيث الشكل.
وتبرّأ مدير مديرية “حماية المستهلك” في وزارة التجارة الداخلية “علي خطيب”من مسؤولية المديرية في مسألة مراقبة انتشار الكمامات “المقلدة”، متناسياً اسمها (حماية المستهلك)، حيث ألقى بالمسؤولية كاملة على وزارة الصحة، معتبراً أن مراقبة الصيدليات، وآلية بيعها، هي ضمن مسؤوليات الوزارة، “ولا دور” للمديرية في ذلك.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير