ألغت استخبارات النظام، قبل أيام، تسوية أوضاع أكثر من 350 شاب من أبناء قرى وبلدات وادي بردى في ريف دمشق، بعد ثلاثة أعوام على خضوعهم لعمليات التسوية بموجب الاتفاق القاضي بتهجير فصائل المعارضة ورافضي التسوية نحو الشمال السوري.
مصادر صوت العاصمة قالت إن إلغاء التسوية جاء على خلفية توجيه اتهامات للشبان بقتالهم في صفوف “هيئة تحرير الشام” خلال سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة.
وأضافت المصادر أن استخبارات النظام أرسلت قوائم تضم أسماء الشبان المرفوضة تسويتهم إلى لجنة المصالحة في وادي بردى، والتي سلمتها لمخاتير البلدات الذين تولوا بدورهم تبليغ أصحابها، مطالبة الشبان بتسليم أنفسهم للأفرع الأمنية خلال أسبوع واحد، تحت طائلة الملاحقة الأمنية والاعتقال.
وأشارت المصادر إلى أسماء الشبان المرفوضة تسويتهم، توزعت على 100 شاب من أبناء بلدة كفير الزيت، و80 شاباً من أبناء دير قانون، و50 شاباً من أبناء دير مقرن، فيما توزعت بقية الأسماء على قرى متفرقة من وادي بردى بريف دمشق.
وبحسب المصادر فإن استخبارات النظام اتهمت عدداً من الشبان الواردة أسماؤهم ضمن قوائم رفض التسوية، بالتخطيط لتنفيذ هجمات عسكرية، وعمليات اغتيال لشخصيات مقربة من النظام في وادي بردى، بالتنسيق مع فصائل المعارضة شمالي سوريا.
وليست المرة الأولى التي يرفض فيها النظام تسوية أوضاع مدنيين وعسكريين، فضلوا البقاء في مناطقهم على الخروج إلى شمال سوريا، مع عدم تقديم حلول واضحة لهؤلاء الأشخاص، مما يجعل مصيرهم مجهول في حال جرى اعتقالهم، فضلاً عن كونهم أصبحوا محدودي الحركة وغير قادرين عن التنقل بسبب تعميم اسمائهم من جديد.
وأصدرت إدارة المخابرات الجوية “المسؤول المباشر عن الملف الأمني في مدينة حرستا” بالغوطة الشرقية، نهاية العام الفائت، قائمة بأسماء أكثر من 100 شاب من أبناء المدينة، بينهم متطوعين في صفوف الفرقة الرابعة، رُفضت تسوية أوضاعهم من قبل مكتب الأمن الوطني، وأرسلت نسخة من منها إلى لجنة المصالحة في المدينة، التي قامت بدورها بتكليف مخاتير الأحياء بتبليغ الشبان الواردة أسماؤهم فيها بمراجعة فرع المخابرات الجوية في مدة أقصاها 72 ساعة، مهددة بملاحقة رافضي المراجعة بالملاحقة الأمنية والاعتقال.
ورفضت الأجهزة الأمنية لدى النظام السوري، أواخر حزيران الفائت، تسوية أوضاع 300 شخص من قرى وبلدات وادي بردى، بعد مرور أكثر من عامين على حصولهم على بطاقات التسوية، إبان سيطرة النظام السوري على مناطقهم.
وأرسل مستشار لجنة المصالحات في دمشق وريفها “مهند بلال” من أبناء جديدة عرطوز، مطلع نيسان 2019، تسجيلاً صوتياً لأكثر من 100 شاب من أبناء البلدة القاطنين في لبنان، أعلن فيه فشله بإنهاء ملف تسوية هؤلاء الشبان، والتخلي عن جميع وعوده التي قدمها لهم من قَبل، مؤكداً أن عملية التسوية رُفضت من قبل حكومة النظام لأسباب وصفها بـ “الخارجة عن الإرادة”.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير