بحث
بحث

صحفيون موالون في دمشق …أنا مو رايح بكرا عالجيش

صوت العاصمة – خاص 
تعتبر الخدمة العسكرية أحدى أكبر الضرائب التي توجب على الباقين في دمشق دفعها، ولا مفر من السفر عندما تنتهي مشاريع تأجيل ارتداء البزة العسكرية وهو حال جزء كبير من الطاقم الإعلامي هذه المرة.

فقبل بضعة أيام تحدث وزير الإعلام “محمد رامز ترجمان” لإذاعة محلية عن إعداد قوائم من العاملين في وزارته لإرسالها لقيادة الجيش النظامي بحيث لا يمكن الاستغناء عنهم في الفترة الحالية، وذلك في محاولة لتقليل أعداد المغادرين من شريحة الشباب للخارج غير أن المفارقة تكشف أن نسبة جيدة من الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي قد حسموا قرار الهجرة نهائياً من البلاد مع انتهاء مهل التأجيل الدراسي التي اعتمدوا عليها للتهرب من الخدمة الإلزامية، فيما أخفقت محاولات التقرب والوساطات من قيادات عسكرية في تأخير مهل السحب إلى صفوف العسكر ما يعني أن السفر بات العلاج الوحيد .

ويتنوع عمل هؤلاء بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وقنوات وإذاعات خاصة بعضها يعمل بتمويل إيراني أو من “حزب الله” والملفت أن بعض المطلوبين للخدمة هم من أبناء ضباط وعاملين في المؤسسة، لم يشفع لهم ذلك أو علاقتهم بالدفاع الوطني واللجان الشعبية وحتى الحرس الثوري الإيراني بالتهرب بأي شكل من شبح السوق إلى الخدمة.

يقول هنا مصدر من الإعلام الحكومي أن إداراتهم في القطاع العام والخاص تحدثت علناً أنها غير قادرة على فعل أي شيء أمام استدعائهم من قبل شعب التجنيد وخاصة المطلوبين للخدمة الاحتياطية مشيرة في الوقت نفسه إلى فكرة تشكيل الفيلق الخامس وضرورة رفده بأعداد طوعية أو إجبارية بحسب قوله وحين لوح العاملون بفكرة السفر لم يعترض المدراء حيال ذلك.

وبينما حسم البعض منهم وجهته نحو لبنان أو العراق تبدو مفارقة البعض الآخر أكثر غرابة إذ يتردد أن أحد العاملين في إذاعة محلية معروفة بقربها من النظام وأجهزته قد تقدم للعمل في تلفزيون عربي ذو توجهات معارضة والأمر نفسه يتكرر من آخر تحدث علناً أمام رفاقه عن إرسال سيرته الذاتية لشبكة “الجزيرة” القطرية دون أن يعرف مصيرهما بين القبول أو الرفض.

في المقابل تحدث آخرون عن نيتهم البقاء في نفس دائرة الإعلام الموالي أو الحليف كما يسمونه أو الاستقرار في أي بلد لتأمين مبلغ البدل النقدي تمهيداً للعودة مجدداً، ليبقى الملفت أكثر من كل هذا هو استبعاد خيار حمل السلاح والانضمام لصفوف القوات التي طالما رفع البعض منهم شعارات مثل “قد التحدي” أو “عندي ثقة فيك” ليكون الواقع خلاف ذلك تماماً.