تستعد الدُفعة الأخيرة من العسكريين المنشقين عن النظام السوري، في معضمية الشام بريف دمشق، والذين فضّلوا إجراء التسوية والبقاء في المدينة، للالتحاق في صفوف الفرقة الرابعة، المسؤولة عن ملف المدينة منذ خروج فصائل المُعارضة نحو شمال سوريا.
مصدر مُطلع قال لـ “صوت العاصمة” إن الدُفعة الأخيرة ستشمل قرابة 150 شاب من الذين انشقوا سابقاً عن جيش النظام السوري، من المفترض أن تلتحق في صفوف “قوات الغيث” إحدى المجموعات التابعة للفرقة، والتي يقودها العميد “غياث دلّة”
وبحسب المصدر، فإن اجتماعاً جرى بين المنشقين العسكريين، وأحد ضُباط الفرقة الرابعة مطلع 2019 الجاري، جرى خلاله الاتفاق على عدة نقاط، أهمها تقسيم المنشقّين لثلاثة مجموعات، وإجراء دورات تدريبية لمدة شهر في مقرات الفرقة، ومن ثم توزيعهم على جبهات ريف اللاذقية، ضمن خطوط التماس مع فصائل المُعارضة التي تُسيطر على مواقع في تلك المنطقة.
أحد المُنشقين الذين حضروا الاجتماع مع ضُباط الفرقة الرابعة، قال في حديث خاص لـ “صوت العاصمة” إن الاجتماع كان بمثابة الإنذار الأخير لهم للالتحاق في صفوف الفرقة الرابعة، وسط تهديدات بمُداهمة منازل المُتخلفين عن الالتحاق في حال استمرارهم بالتواري عن الأنظار.
وحمل الاجتماع تهديد مُباشر لكل من يُحاول الهروب باتجاه مناطق سيطرة المُعارضة المُسلحة في الشمال السوري، خاصة مع اعتقال المُخابرات العسكرية مؤخراً لأشخاص حاولوا الفرار عبر ضُباط عاملين في صفوف النظام خلال هروبهم نحو إدلب، حيث جرى نقلهم إلى سجن صيدنايا بعد اعتقال دام أيام لدى الأمن العسكري.
وأكد الشاب المُنشق، أن جميع الذين قاموا بتسليم أنفسهم والالتحاق في صفوف الفرقة الرابعة سابقاً، لم تتم تسوية أوضاعهم، وحصلوا فقط على بطاقات صادرة عن المكتب الأمني للفرقة، مع استمرار تعميم اسماءهم على المفارز الأمنية والنقاط العسكرية على امتداد الأراضي السورية.
وأشار الشاب إلى أن الفرقة الرابعة نقضت بشكل واضح بنود التسوية المُتفق عليها، بأن تكون خدمة المطلوبين للتجنيد الإلزامي و الاحتياطي في مُحيط المدينة، حيث جرى زجهم على جبهات ريفي حماه وادلب، فضلاً عن إرسال مجموعات إلى الساحل ودير الزور.
وسبق للفرقة الرابعة أن قامت بتجنيد مجموعات من أبناء معضمية الشام المُتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وبعض المُنشقين عن جيش النظام في اكتوبر المنصرم، وجرى نقلهم للخدمة في ريف اللاذقية.
ومع التحاق الدُفعة الأخيرة من المنشقين العسكريين في صفوف الفرقة الرابعة، يكون ملف المُنشقين في المدينة قد طُوي بشكل نهائي.
وسيطر النظام السوري على معضمية الشام أواخر عام 2016 باتفاق مع فصائل المُعارضة انتهى بخروج رافضي التسوية إلى الشمال السوري مدنيين كانوا أم عسكريين
إعداد: محمود صوان