بحث
بحث

احتقان شعبي جراء إخلاء فنادق تحوي عوائل شيعة في السيدة زينب


صوت العاصمة – خاص
بدأت عدة فنادق في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق بإخلاء النزلاء من المهجرين الشيعة وذوي قتلى الميليشيات الشيعية الذين يقيمون في تلك الفنادق على نفقة بعض المنظمات الخيرية ذات المرجعية الشيعية، والتي تهتم بأمور الشيعة وإقامتهم.

ويقيم في تلك الفنادق آلاف العوائل من كفريا والفوعة ونبل والزهراء، وسكان شيعة من ريف دمشق، هجروا مناطقهم بعد وصول المعارك إليها، وفي حديث خاص مع مصدر مقرب من الميليشيات الشيعية في المنطقة، قال لشبكة “صوت العاصمة” إن أصحاب الفنادق مدعومين من قبل كبار مسؤولي النظام يريدون إخلاء تلك الفنادق من العوائل وتأجيرها لمقاتلين شيعة والوفود الشيعية التي تأتي بشكل دوري إلى السيدة زينب بقصد زيارة المناطق الدينية، حيث أن الوفود الشيعية تقوم بالدفع للتك الفنادق بالعملة الصعبة ومبالغ تعتبر كبيرة جداً مقارنة بتلك التي تدفعها الجمعيات الخيرية، والتي لا تتجاوز 150 ألف ليرة سورية عن كل ستة أشهر، أي ما يقارب 50 دولار شهرياً وهو مبلغ صغير نسبياً أمام ما يدفعه المقاتلين الشيعة أو الوفود التي تأتي بقصد السياحة الدينية.

أبرز تلك الفنادق التي أخلت نزلائها هي (سفير مسلم، زاد الخير، ضيافة العباس) فيما تسعى بقية الفنادق لإخلاء نزلائها أيضاً تحت ضغوط كبيرة كقطع الكهرباء والمياه عن النزلاء لتجبرهم على الرحيل مع تهديدات مبطنة باستخدام السلطة الممنوحة من قبل أجهزة المخابرات لبعض أصحاب الفنادق، الأمر الذي دفع بعض الأهالي لخروج مظاهرات عديدة طالبت فيها النظام والجمعيات بالتدخل لوقف ما أسموه بالتهجير، فلا مكان لهم، وهو حسب وصفهم أهالي “شهداء الوطن” وغير قادرين على دفع إيجارات المنازل المرتفعة في المنطقة.

بعد تلك التظاهرات عمدت أجهزة المخابرات على ملاحقة الذين تظاهروا رغم أن الكثير منهم ينتمي للميليشيات الشيعية الموالية، لكن ذلك لم يشفع لهم بالملاحقة والتهديدات بالفصل من الميليشيات وسحب  السلاح، الأمر الذي دفع الكثير منهم بالاختباء وعدم الالتحاق بالمهام القتالية الموكلة إليه.
وعقدت عدة اجتماعات في حسينية السبطين الشيعية في السيدة زينب لبحث الأمر، وتم تعيين شخصين للتفاوض بين الأهالي وأصحاب الفنادق، أحدهم الشيعي “عبد الله نظام” لكن تلك الاجتماعات لم تثمر بنتيجة خاصة أن الجمعيات الداعمة لهؤلاء الناس لم تتعرف عليهم، أو توجد حلاً فوري للمشكلة.

وفي مجموعة خاصة لأهالي السيدة زينب، تناقش البعض حول آلية حل الأمر وعدم الخروج من تلك الفنادق، فكان الرد من الكثيرين أنهم مسلحون ويستطيعون الدفاع عن نفسهم، ولن يخرجوا إلا على جثثهم، فهم لا يملكون المال كي يسكنوا خارج الفنادق والمنازل التي استأجرتها لهم جمعيات خيرية أبرزها (مكتب المداد، مكتب الشهيد، الهيئة الاجتماعية، الهيئة المدنية، الهيئة العلمائية) وهي منظمات وجمعيات ذات مرجعية دينية شيعة مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني .
 
وعلى ما يبدو أن الأمور بدأت بالتصعيد، فقد شن إعلاميون شيعة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بالقرارات التي اتخذها أصحاب مالكي الفنادق، وتطالب المعنيين بالأمر ومسؤولي تلك المنظمات والجمعيات بالتدخل لوقف ما أسموه التهجير الثاني، والذي لم يحدث بسبب حرب أو معركة، بل بسبب ما أطلقوه عليه جشع مالكي الفنادق، وإهمال النظام لهم رغم وجود مئات العوائل من ذوي “الشهداء”

وذكر أحد الإعلاميين الشيعة عبر صفحته الرسمية، أن أهالي السيدة زينب يستعدون للتهجير دون جهة ترعاهم وتهتم بهم، متهماً النظام بشكل مبطن باستخدامهم كقوة بشرية لحماية السيدة زينب والمقام في بداية ما أسماه “الأزمة السورية” والخوض بالمعارك لحماية المنطقة وتقديم الأرواح رخيصة فداء لسوريا، والبقاء حول مقام زينب.
وأضاف الإعلامي سيتم تهجيرنا ليحل مكاننا العراقيين والخليجين واللبنانيين، فهم أصحاب الدولارات، ونحن لا دولار لدينا مؤكداً أن الدولارات لن تحمي المقام ولا المنطقة، فمن حماها لسنوات سيتم تهجيرهم قريباً.

وتعتبر منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة من أكبر معاقل الميليشيات الشيعية الإيرانية منها والعراقية، والسورية، ومأوى لأغلب شيعة سوريا، خاصة أولئك الذين خرجوا عبر صفقات تبادل مع فصائل المعارضة من كفريا والفوعة، كما تحوي المنطقة أكبر غرف لانطلاق العمليات العسكرية التي تساند جيش النظام على كافة جبهات سوريا.