صوت العاصمة – خاص
فرضت مدارس حكومية في بعض بلدات ريف دمشق رسوماً على التلاميذ مقابل توفير القرطاسية التعليمية وحرمان من لا تتيح الحالة المادية لعائلاتهم تسديد تلك الرسوم من الخدمات “المجانية”، كما يفترض.
وقال مراسلو صوت العاصمة إنّ مدارس بلدات ببيلا ويلدا ومدارس في بلدات أخرى طالبت التلاميذ بتسديد مبلغ ألف ليرة لطباعة الجلاء المدرسي على حسابهم الخاص، وأبلغتهم بأنّ الامتناع عن الدفع سيحرمهم من الحصول على الجلاء.
وأضافوا أنّ غالبية المدارس ألزمت التلاميذ بشراء أوراق الإجابة لمذاكرات وامتحانات الفصل الأول بسعر 300 ليرة سورية لكل ورقة، بدلاً من تسليمهم اياها.
وأشارت إدارات تلك المدارس إلى أنّ الرسوم المفروضة على التلاميذ هي الحل الأمثل لاستمرار العملية التعليمة لكون وزارة التربية لم تعد تقدم القرطاسية الكافية أو تكاليف الطباعة، وفي ذات الوقت راتب المعلم الذي لا يتجاوز 180 ألب ليرة سورية غير قادر على تغطية تلك الكلفة.
وأكدت أنّ المعلمين والمعلمات يشترون منذ بداية العام الدراسي هدايا المتفوقين وأوراق الامتيازات وقرطاسية المعلم الورقية على نفقتهم الخاصة
ووصلت سياسة تخفيض الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم وخصيصاً الاعتمادات المخصصة لمستلزمات العملية التعليمية والإمتحانات وصلت هذا العام إلى أدنى مستوى طيلة السنوات السابقة، وفقاً لما قاله مصدر عامل في مديرية التربية بريف دمشق لصوت العاصمة.
وأضاف أنّ العديد المدارس لم تعد تحصل على أي من حوائج القرطاسية التعليمية، ما أوجد مشكلة كبيرة تمثلت بشح هذه المستلزمات وعدم كفايتها ودفع بالإدارات والمعلمين للبحث عن حلول بديلة.
ولفت إلى أنّ المديرية لم تُعِر شكاوي تلقتها تتعلق بإلزام العديد من المدارس لتلاميذها بتحمل نفقات القرطاسية التعليمية، على الرغم من كونها مخالفة قانوني تنافي مبدأ مجانية التعليم الذي تتغنى به وزارة التربية والوزراء المتعاقبين عليها بين الحين والآخر.
وحذّر المصدر من نتائج كارثية للحلول المتبعة في بعض المدارس كونها ستنعكس سلباً على جودة التعليم في المدارس العامة إضافة لخلق طبقات يين التلاميذ قائمة على أساس أوضاع عائلاتهم المالية.
واستبعدت سوريا منذ العام 2022 الفائت عث مؤشر دافوس العالمي لتنصيف جودة التعليم والذي يستند إلى 12 معياراً أساسياً في كل دولة كالمؤسسات وتقنيات التعليم الأساسي والجامعي والابتكارات والتدريب.
وزادت المدارس التي تطبق آلية جمع التكاليف ونفقات القرطاسية من أهالي التلاميذ في ريف دمشق بنحو الضعف عما كان عليه الوضع خلال العام الدراسي الفائت.
وتعاني غالبية المدارس العامة في سوريا منذ ثلاثة أعوام من نقص في القرطاسية التعليمية والمطبوعات الدراسية والمحروقات الخاصة بالتدفئة الصفية إضافة لكون المئات من مدارس دمشق وريفها تعرضت للقصف والتعفيش في سنوات سابقة لا يزال معظمها حتى اليوم دون وسائل تعليمية.