أطلق ناشطون ووجهاء ومنظمات غير حكومية في آذار الماضي مبادرة لتسهيل عودة السكان إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة دمشق.
وتضمنت المبادرة إزالة وترحيلاً للأنقاض من بعض الشوارع من دون أن تستند إلى أي إطار قانوني يُنظّمها ومن دون أن يرافقها أي عمل لتوثيق ملكية تلك الأنقاض، بحسب موقع سيريا ريبورت.
وزار محافظ دمشق محمد كريشاتي في 11 آذار المخيم وأطلق حملة باسم “إيد بإيد” للمساهمة في إعادة إحيّاء المخيم، بالتشارك مع مبادرة هيئة المجتمع الأهلي التي تضم مجموعة من الوجهاء والمنظمات والجمعيات الأهلية والإغاثية الناشطة في المخيم.
وتسعى مبادرة هيئة المجتمع الأهلي بحسب وصف القائمين عليها إلى التعاون بين المجتمع الأهلي ومحافظة دمشق، لتأهيل البنى التحتية في المخيم.
وفي إطار حملة إيد بإيد شاركت جمعيات أهلية وإغاثية ناشطة في المخيم في تنفيذ أعمال مختلفة من إنارة بعض الطرقات بالطاقة الشمسية إلى تركيب خزانات مياه للشرب وزرع أشجار الزينة وتوزيع الخبز مجاناً على سكان المخيم.
وتهدف الحملة إلى تنظيف الشارع الرئيسي لمخيم اليرموك وشارعي لوبية وفلسطين، وصيانة وبناء منصفات الطرق والأرصفة وردم الحفر وتزفيتها، على أن تستكمل تلك الحملة بحملات أخرى تتضمن إعادة إعمار المخيم وعودة سكانه، ولم يذكر القائمون على المبادرة تفاصيل إضافية عن مدة تنفيذ تلك الحملات، ولا طرق تمويلها.
وقال المحافظ كريشاتي إن 3 آلاف متطوع من المجتمع الأهلي شاركوا في حملة إيد بإيد بالإضافة إلى ورشات وعمال من المحافظة، وقد تمكنت الحملة من تفريغ جزء كبير من الشوارع المحيطة وبين الأبنية من الردميات.
وأضاف كريشاتي بأن المحافظة قطعت شوطاً كبيراً في ايصال المياه والصرف الصحي إلى جميع الشوارع الرئيسية في المخيم، وهي تنسق حالياً مع مديرية كهرباء دمشق لتفعيل مركزي تحويل كهربائيين لتغطية حاجات 1800 عائلة تقطن حالياً في المخيم.
ونقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع أنّ محافظة دمشق تشرف على إزالة الأنقاض، في حين تعمل الجمعيات والجمعيات الأهلية والإغاثية على تأمين الورشات والسيولة المالية لتغطية الكلف التشغيلية لها، أبرز تلك المنظمات كانت “جمعية القدس الخيرية” التي أدخلت ورشات مؤلفة من 36 عاملاً برفقة ثلاث آليات للمساهمة في إزالة الأنقاض لمدة عشرة أيام.
وذكرت الجمعية لاحقاً في حسابها في فيسبوك أنها مستمرة بالعمل حتى تنظيف كامل المخيم.
وقال المصدر إن معظم الجمعيات العاملة في المخيم تتبع للفصائل الفلسطينية الموالية لنظام الأسد وعلى الرغم مما تقوم به لصالح المخيم إلا إن نشاطها الرئيسي يدور حول جمع التبرعات لتمويل الفصائل. ويفسر ذلك تعدد تسميات تلك الجمعيات، أو وجود أكثر من جمعية متماثلة تتبع لفصيل واحد.
ويشتكي سكان المخيم من العشوائية والبطء في عملية إزالة وترحيل الأنقاض، وفي أكثر من حالة أعيد ترحيل الأنقاض من موقع إلى موقع آخر ضمن المخيم من دون إزالتها فعلياً، كما حدث في حارة مشروع الوسيم.
وأضاف المصدر أن الطرقات ما زالت مغلقة بين المخيم والمناطق المجاورة له بالأنقاض والسواتر الترابية؛ التضامن ويلدا والحجر الأسود، في حين أن السرقات تطال البيوت التي يعاد ترميمها وإصلاحها، وسط استمرار التعفيش وسحب الحديد من الأسقف والجدران خاصة في حي 8 آذار، والحارات الفاصلة بين المخيم ومدينة الحجر الأسود.
وتفاجئ أهالي مخيم اليرموك بالتغييرات التي طالت رمزية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد الانتهاء من عمليات ترميم وتأهيل مدخل المخيم، كإزالة الأعلام والرموز الفلسطينية من المدخل الرئيسي للمخيم وحذف كلمة مخيم واستبدالها بشارع اليرموك، واستخدام مصطلح منطقة اليرموك بدلاً من مخيم اليرموك.