ارتفعت أسعار الإقامة في مشافي العاصمة دمشق الخاصة، إلى مبالغ قاربت الـ “مليون” ليرة سورية في الليلة الواحدة بالأقسام المخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمصابي كورونا، تزامناً مع إعلان وزارة الصحة ارتفاع أعداد المصابين بالطفرة الثالثة من الفيروس، وامتلاء أقسام العزل بنسبة 100%.
وتراوحت مبالغ الإقامة في الأقسام المخصصة لمصابي كورونا في مشافي دمشق، بين 500 ألف إلى مليون ليرة سورية في الليلة الواحدة، علماً أنها تكاليف الإقامة فقط، ولا تشمل ثمن الأدوية وغيرها.
وحدّدت إدارة مشفى “الكندي” في دمشق، مبلغ “مليون” ليرة سورية لليلة الواحدة في أقسام العناية، فيما حدّدت مشافي “المهايني” و”الفيحاء” و”المدينة” مبلغ 700 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، و500 ألف ليرة لليلة الواحدة في مشفى “الأندلس” في منطقة “كفرسوسة”، وفقاً لما رصده مراسلو صوت العاصمة.
وبيّن مراسلو الموقع أن بعض المشافي الخاصة الأخرى، امتنعت عن استقبال أي حالة جديدة منذ أيام، لا سيما مشفى “هشام سنان”، ومشفى “دار الشفاء”، ومشفى “الرازي” في منطقة المزة، مبرّرين امتناعهم بعدم توفر أسرّة شاغرة.
مصادر طبية في دمشق قالت لـ “صوت العاصمة” إن مشافي “المواساة” و”المجتهد” و”ابن النفيس” و”الهلال الأحمر” و”الأسد الجامعي”، علّقت استقبال أي إصابة جديدة بالفيروس، مشيرةً إلى أنها لا تحوي أي سرير فارغ في الأقسام المخصصة لمصابي كورونا.
وأضافت المصادر أن أعداد المراجعات اليومية ازدادت بشكل كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، مبيّناً أن إدارات المشافي أصدرت تعليمات نصّت على مضاعفة مناوبات الأطباء والكوادر الطبية.
وأشارت المصادر إلى أن بعض المشافي الخاصة تتحضر لتحويل أقسام طبية فيها، إلى أقسام مخصصة لرعاية المصابين بالفيروس، نتيجة الضغط الكبير على المشافي، مشيرةً إلى أن عدد أسرّة العناية المركّزة في مشافي دمشق، لا يتجاوز الـ 130 سريراً.
وبحسب المصادر فإن الحالات الواردة إلى مشافي العاصمة، تنوعت بين أطفال ومراهقين، على خلاف الموجتين الأولى والثانية للفيروس.
ووصف أطباء في دمشق، الموجة الثالثة للفيروس بـ “الأكثر خطورة”، كونها أشد من الموجة التي وصلت سوريا في تموز الفائت، محذرين من انقطاع الأوكسجين في المشافي والعيادات، جراء النقص الكبير في الكمية المتوفرة.
وأعلنت وزارة الصحة قبل أيام، عن ارتفاع نسبة إشغال أسرة العناية المشددة المخصصة لمصابي فيروس كورونا إلى 100%، فيما أكّد مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة “توفيق حسابا” عدم توفّر أي سرير فارغ في العناية المشددة بمشافي دمشق لاستقبال المصابين، لافتاً إلى أنه يتم البحث عن إمكانية توفير العناية المشدّدة للمصابين في مشافي الزبداني والقطيفة بريف دمشق.
مدير مشفى المجتهد في دمشق “أحمد عباس”، قال في تصريحات له نهاية الأسبوع الفائت، إن أقسام العزل تشهد تضاعفاً بالأعداد بنسبة قاربت الـ 200% منذ أسبوعين، مشيراً إلى أن الطفرة الثالثة أصعب من سابقتها، مضيفاً أن الوضع الحالي في العاصمة يستدعي الحذر والحرص الأكبر، وأن الفئات العمرية الأكثر خطورة هي كبار السن.
ومن جهته، حذّر عضو الفريق الاستشاري للتصدي لفيروس كورونا، الطبيب “نبوغ العوا” من تفاقم سوء الوضع الصحي، في ظل الطفرة الثالثة للفيروس، مبيّناً أن هذه الطفرة تصيب 50 حالة دفعة واحدة، كما أنّ أعراضها تظهر على الأطفال، خلافاً للموجة السابقة التي انتشرت مع بداية فصل الشتاء.
وأصدرت وزارة الصحة تعميماً وجّهته إلى مشافي دمشق التابعة لها، أوقفت بموجبه كافة العمليات الباردة “غير الإسعافية” بدءاً من اليوم، إضافة لمطالبتها بتطبيق خطة استدعاء الكوادر في حالة الطوارئ وتشغيل المشافي بالطاقة القصوى، وكامل القدرات والإمكانات لصالح مرضى الجائحة.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير