بث الطبيب “كمال أمين” أحد المحجور عليهم صحياً بعد عودته إلى الأراضي السورية، عدة صور ومقاطع مصوّرة من فندق مطار دمشق الدولي، الذي نُقل إليه ليلة أمس، المحجور عليهم في مركز الدوير بريف دمشق.
وتُظهر المقاطع المصورة التي بثها الطبيب الوضع المُزري في الفندق، خلافاً لما تم التصريح به، بأن الفندق من فئة خمسة نجوم، وسيكون حجراً صحياً لأكثر من 100 شخص.
وتُظهر الصور وسائد اسنفجية وأسرة حديدة عسكرية، جرى وضعها في بهو الفندق بعد تفريغه من الأثاث، بعيداً عن الصور التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات لغرف الفندق وحماماته.
واشتكى المقيمين، من برودة الطقس، وعدم تشغيل التدفئة من قبل إدارة الفندق، فضلاً عن التأخير في تجهيز أسرة المنامة والبدء بتركيبها بعد وصول النُزلاء إليه.
وكان مستثمر فندق مطار دمشق الدولي “رضوان المصري” قد وضع الفندق بتصرف وزارتي السياحة والصحة، عبر منشور له في “فيس بوك” كبادرة منه، بعد تسريب صور تُظهر الوضع الكارثي لمركز الدوير.
ولاقت مبادرة المصري قبولاً شعبياً كبيراً، خاصة مع نشر صور للفندق المذكور، إلا أن الحقيقة جاءت بعد وصول النُزلاء، لتُظهر أن المستثمر قد وضع بهو الفندق في تصرف وزراتي السياحة والصحة، ليكُملوا باقي المهمة بنقل الأسرة الحديدة ذاتها من مركز الدوير إلى الحجر الجديد.
وحظرت وزارة الصحة على عشرات العائدين إلى سوريا عبر مطارها الدولي، قادمين من إيران ودول أخرى، كإجراء احترازي خوفاً من أن يكون أحدهم مصاب بفيروس كورونا.
وسبق لوزارة الصحة أن أعلنت في 16 آذار تخريج كافة ركاب الطائرة العراقية، الذين جرى الحجر عليهم، بعد دخولهم الأراضي السورية، وذلك بعد التحقق من سلامتهم.
وحتى تاريخه، لم يعلن نظام الأسد عن أي حالات إصابة بفيروس “كورونا المستجد”، على الرغم من إعلانه الاشتباه ببعض الحالات، التي أظهرت التحاليل سلبيتها.
تقارير إعلامية محلية وعالمية تحدثت، نقلاً عن مصادر طبية وشهود عيان، عن مئات الإصابات المنتشرة في دمشق، والتي يصر النظام على انكار وجودها، محاولاً طمس أي تفاصيل متعقلة بها، حتى ولو عبر تصفيتها، حيث تتم عملية التصفية بسرية تامة، عن طريق أطباء مخصصين لمتابعة حالات المشتبه بإصابتهم بالفايروس.
ونشر طبيبٌ يعمل في أحد المشافي الحكومية السورية، تحذيراً من كارثة حقيقة تنتظر البلاد إثر فيروس “كورونا المستجد”، حتى ولو كان عدد الإصابات قليل، مقارنة بدول العالم، داعياً إلى تحمل المسؤولية حيال الأمر، والتزام كل شخص بمنزله، واصفاً القطاع الصحي السوري بـ “المتهالك”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من انفجار عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في سوريا، بحسب تصريحات لرئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر.
وقال أبو بكر “أنا متأكد من أن الفيروس ينتشر في سوريا، لكنهم لم يكتشفوا الحالات بطريقة أو بأخرى”.
وأضاف “هذا هو شعوري، لكن ليس لدي أي دليل لإظهاره، وعاجلًا أم آجلًا، قد نتوقع انفجارًا”.