في ظل التعتيم المخيف الذي يفرضه النظام السوري، عبر وزارة الصحة، على مدى انتشار فيروس كورونا في سوريا، أكدت مصادر طبية خاصة من الوزارة لـ”صوت العاصمة”، أن السوريين المشتبه بإصابتهم في مشفى المجتهد الحكومي بالعاصمة دمشق، يتعرضون لحملة تصفية متعمدة وممنهجة، حدث آخرها السبت في 7 آذار.
وتنحو التصريحات الرسمية المتواصلة إلى انكار وجود إصابات بالكورونا في سوريا، وأن جميع الحالات التي سُجلت من المشافي هي لأمراض ذات أعراض مشابهة. مصادر متطابقة في مستشفيات العاصمة، أكدت وجود حالات إصابة بالفايروس بعضها لسوريين وبعضها لعراقيين وإيرانيين.
تصفية للمُصابين في المشافي
مصادر طبية خاصة من وزارة الصحة قالت لـ”صوت العاصمة” إن عمليات تصفية متعمدة تجري في مشفى المجتهد الحكومي بالعاصمة دمشق، لمُصابين يُعتقد أنهم يحملون الفايروس، عبر إعطائهم جرعات زائدة من المخدر.
مصدر طبي عامل في مشفى المواساة الحكومي، أكد لـ”صوت العاصمة” أن تلك التصفيات تجري بسرية تامة، ويقوم بها أطباء مخصصون لمتابعة حالات المشتبه باصابتهم بالفايروس. وقال المصدر إن تقارير الوفاة الصادرة عن المستشفيات، تُشير إلى موت المرضى، نتيجة فشل كلوي أو ذات الرئة، أو التحسس الموسمي!
ووثقت “صوت العاصمة” قتل فتاة في مشفى حكومي بريف دمشق الغربي، بعد إسعافها نتيجة اصابتها بأعراض تشابه أعراض فايروس كورونا. وتوفيت الفتاة بعد ساعات من وصولها المشفى، وسُجّل في التقرير الطبي أنها ماتت بسبب مرض رئوي. وقال مصدر مقرب من ذوي الفتاة لـ”صوت العاصمة”: “إن السلطات الرسمية أجبرتهم على دفنها من دون مراسم أو عزاء، تحت طائلة التهديد بالاعتقال والمُحاسبة، مع توقيع تعهد بأن الفتاة توفيت بفعل مرض رئوي مزمن”.
مصدر طبي في وزارة الصحة قال لـ”صوت العاصمة” إن “عمليات التصفية للأشخاص الذين يُعتقد أنهم يحملون الفايروس تجري بمجرد تطابق الأعراض مع أعراض المرض، من دون التحقق القطعي من الإصابة، نظراً لعدم توفر الإمكانيات الطبية في سوريا المخصصة لهذا الأمر”.
وأكد مصدر عسكري في مشفى 601 العسكري، أن مقاتلاً إيرانياً وصل المشفى بعد اصابته أثناء القصف الإسرائيلي الأخير على محيط دمشق، ليتبين لاحقاً أنه كان مصاباً بالفايروس، وتسبب بنقله إلى ممرضتين كانتا تعملان على متابعة حالته.
المصدر أشار إلى تصفية الممرضة الأولى في المشفى بعد أيام على اكتشاف إصابتها، والحجر على الممرضة الثانية في غرفة خاصة، قبل إعلان وفاتها بعد أيام قليلة. وجرى دفن الممرضتين، بسرية تامة، و”من دون شوشرة”.
ووثقت “صوت العاصمة” وفاة ثلاث تلاميذ من روضة واحدة في مدينة دمشق، خلال النصف الثاني من شباط، بعدما ظهرت عليهم تباعاً أعراض المرض. الأهالي أبلغوا إدارة الروضة، بوفاة الأطفال بعد نقلهم إلى المشافي. الأهالي دفنوا التلاميذ بسرية تامة، ولم يقيموا لهم مجالس عزاء، ما يشير إلى وجود تهديدات أمنية لهم لفعل ذلك.
الفايروس ينتشر.. فلنتجاهله
يؤكد طبيب مقيم في إحدى المشافي الحكومية في العاصمة دمشق، انتشار الفايروس، مُشيراً إلى تحفظ النظام بالاعتراف بوجود الاصابات، وإرسال تقارير كاذبة إلى منظمة الصحة العالمية.
وقال الطبيب خلال حديثه لـ”صوت العاصمة” إن الإجراءات المتبعة في المستشفيات ومركز الحجر الصحي لا تفي بالغرض لمنع انتشار الفايروس، فالعقامة شبه معدومة، وأقسام الإسعاف في المشافي الحكومية هي بيئات حاضنة للفايروسات.
مصدر أمني خاص أكد لـ”صوت العاصمة” ما نُشِرَ في مواقع التواصل الاجتماعي عن تعميم الجهات الأمنية لوزارة الصحة بتجنب الحديث عن الكورونا وانتشارها في سوريا، وتخصيص أطباء “موثوقين” للتعامل مع أي إصابة.
الإيرانيون يتدفقون إلى سوريا
على الرغم من تعليق شركة أجنحة الشام السورية الخاصة للرحلات الجوية بين سوريا وإيران، نتيجة ضغط تعرضت له الحكومة السورية من الحكومة من تجار ونافذين، إلا أن شركة “ماهان إير” الإيرانية المُتهمة بالتعامل مع الحرس الثوري ما زالت تنظم رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي. وتنقل الشركة المقاتلين الإيرانيين بشكل شبه يومي إلى سوريا.
ورصدت “صوت العاصمة”، الأحد 8 آذار، هبوط طائرة تابعة للشركة، في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، تُقل مقاتلين من مليشيات شيعية، من دون اتخاذ أي إجراءات طبية في المطار.
ووفقاً لما رصدته “صوت العاصمة”، فإن طائرة تتبع لشركة “فلاي بغداد” تسافر يومياً من النجف إلى دمشق، وبالعكس، لنقل عراقيين وإيرانيين، من دون أي إجراءات طبية، تخص التعقيم أو التحقق من سلامة الركاب.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فادي الربّاط