بحث
بحث

اقتصاد: بعد معاناة طويلة سوق المنفوش يغيب عن حياة أهالي التل


صوت العاصمة – متابعات 

أكد نشطاء من داخل بلدة التل بريف دمشق أن النظام أزال يوم الاثنين، ما يُعرف بسوق المنفوش، الذي كان المصدر الرئيسي  للبضائع والمواد الغذائية الداخلة إلى البلدة.
وقال الناشط أحمد البيانوني خلال حديث خاص لـ “اقتصاد”، إنه تم فرض إتاوات على دخول البضائع تتراوح بين 3 و 10 آلاف ليرة على كل سيارة بضائع مع تحديد الدخول من حاجز قوس المدينة حصراً.
وأضاف البيانوني: “المنفوش تمت إزالته وسيتم عوضاً عنه أخذ المبالغ التي ذكرتها ويتم دفعها للمختار الذي يكون متواجداً عنذ حاجز القوس”.
ومنذ أيام الحصار الأولى اعتمد النظام على المدعو أبو أيمن المنفوش – وهو تاجر يعتبر موضع ثقة النظام- في إدخال البضائع والأغذية عبر سوق تجاري سُمي بهذا الاسم نسبة للرجل المذكور.
وكان أبو أيمن يتقاضى عن طريق إجبار الناس على الشراء من هذا السوق، إتاوات باهظة جداً.
وأكد البيانوني أن الأسعار لدى المنفوش كانت أكثر من ضعفين أو ثلاثة أضعاف عن أسعار دمشق.
وأضاف: “الأسعار انخفضت بعدما خفّض المنفوش تسعيرة الإتاوة منذ شهر ونصف. والآن ستنخفض بشكل أكبر بعدما تمت إزالة السوق”.
وأشار البيانوني إلى أن إزالة سوق المنفوش جاءت بضغط من اللجنة المفاوضة التابعة لثوار وادي بردى.
وأوضح البيانوني هذه العملية قائلاً: “قالت اللجنة للنظام إن إزالة المنفوش كانت جزءاً من اتفاق التل وفي حال لم تتم إزالته فمعنى ذلك أن الاتفاق لم ينفذ ونحن نخشى حدوث نفس الأمر في وادي بردى”.

اتفاق مصالحة
منذ أسابيع وقّع ثوار بلدة التل بريف دمشق – يقطن فيها 700 ألف نسمة تقريباً – اتفاقاً مع النظام ينص على خروج من يريد الخروج من مقاتلي البلدة بسلاحهم الفردي إلى محافظة إدلب وتسليم السلاح الباقي بالكامل إضافة لتسوية وضع المطلوبين رجالاً ونساءاً.
وجاء في بنود الاتفاق: “بالنسبة للمتخلفين عن خدمة العلم يعطون تسوية لمدة 6 أشهر وبعدها يعودون إلى الخدمة العسكرية أو يخرجون خارج مدينة التل ولا يُعطون إذن سفر”.
وكان من أهم بنود الاتفاق بالنسبة لأهالي التل هو فتح طريق التل بالكامل وإلغاء سوق المنفوش.
ويقول البيانوني: “لا يوجد طريق آخر لإدخال البضائع سوى سوق المنفوش”،وطالما اشتكى أهالي التل من هذا السوق.

ما هو الوضع؟

بعد خروج المقاتلين بدأت تداعيات الحصار في بلدة التل في الانحسار. ويقول البيانوني إن النظام يسمح بدخول جميع أنواع البضائع عدا مواد البناء.
وسرعان ما فتحت المحال التجارية أبوابها بعد إغلاق طويل ونفاد في سائر المواد الغذائية والإنسانية في ظل الحصار.
ولكن المشكلة في ارتفاع الأسعار بقيت مستمرة بسبب الإتاوات الباهظة الذي كان يدفعها كل من يريد شراء البضائع وإدخالها إلى التل.
ويؤكد البيانوني أن المشكلة انتهت يوم الاثنين تقريباً.
وبدأ يوم الاثنين إدخال الغاز المنزلي إلى المدينة حيث وُزعت سيارتان في حي الأهداف وحرنة الشرقية بسعر 3000 ل.س للجرة الواحدة.
لكن مشكلات عويصة تبرز في الوقت الحاضر. يقول البيانوني: “الكهرباء مقطوعة عن التل من شهر ونصف تقريباً ويقولون إن الورشات أصلحت 20% منها”.
كما تبرز مشكلة انقطاع المياه وذلك بسبب الأزمة الكبيرة التي تشهدها العاصمة نتيجة انقطاع مياه عين الفيجة بفعل المعارك الدائرة في وادي بردى.
يوضح البيانوني: “المياه تأتي كل أسبوع مرة واحدة وأحياناً تنقطع بشكل أكبر وهناك حارات داخل التل لا تأتي الماء فيها إلا مرة في الشهر كحي الأهداف”.
ويختم بالقول: “الأهالي مستاؤون من هذا الموضوع”.