بحث
بحث

كيف تتنقل في دمشق دون أن تصاب بالجلطة ؟

صوت العاصمة – دمشق 
تخيل أنك تقطن في “جرمانا” وعليك التوجه يومياً إلى مكان عملك في “المزة”. كم من الوقت ستقضي؟ كم من الحافلات ستمر أمامك دون أن تحلم بالاقتراب منها؟ هل ستفكر في خيارات أخرى؟ مراسلو “صوت العاصمة” جربوا التنقل بين عدة مناطق في دمشق وعادوا بتجارب يلخصونها في التقرير التالي.

الاستهتار والازدحام هما سيد المشهد اليومي فحافلات المدارس والقطاع العام والخاص تسيطر قبل غيرها على غالبية وسائط النقل الحكومية ما يمكن وصفه بهدر للمال العام وفتح باب لل (استرزاق) بطرق جديدة. وفي المقابل ثمة العديد من الأليات المخصصة للمؤسسات العامة معطلة وتحتاج للصيانة بداية من محافظة دمشق مروراً ببعض الوزارات والمعاهد التابعة لها ما يجعل فكرة التنقل اليومي معقدة للغاية.
للمدارس حكاية مختلفة نسبياً هنا فجميع وسائل النقل مخصصة لها بداية بالحافلات والسرفيس مروراً بسيارات التكسي ولافرق هنا مع مدارس حكومية يسعى الأهالي بشكل ذاتي للاتفاق مع سائقين لنقل أبنائهم بأجور تقترب من الأف الليرات أسبوعيا مستغلين انشغالات الأهل وفكرة صعوبة ذهاب الطفل بمفرده للمدرسة.

أما القطاع الخاص في المقابل سينشر أسطول حافلاته سواء من قبل المدارس الخاصة ذات شروط التسجيل المحددة أو الشركات الكبرى كقطاع الاتصالات لنقل الموظفين بشكل يومي.
حسناً هل توجد خيارات أخرى؟ بعيداً عن أعطال الحافلات ومسلسل المناقصات والرشى والمحسوبيات يلمح خيار (الفأر الأبيض) أو الميكرو باص وهو بدوره محتكر من قبل بعض المدارس والشركات حكومية أو خاصة بأرقام خيالية تعود بالنفع على مستثمر السيارة الصغيرة وعلى وسيطها في القطاع الحكومي غالباً مع العلم أن تكلفة صيانة الحافلات تعادل قيمة شهر أو اقل من كلفة استعمال وسائط بديلة.
ولكن إذا كان هذا الكم الهائل من وسائل النقل تذهب لنقل الموظفين والطلبة ضمن المؤسسات الحكومية صباحاً وظهراً في أوقات الذروة فكيف يتنقل باقي الناس؟

لا تكفي الشركات الخاصة للنقل بالمهمة وحدها ويبدو هذا واضحاً من امتلائها عن بكرة أبيها بالمواطنين وتعتبر قليلة جداً مقارنة بالازدحام الهستيري لل(سرافيس) والحافلات الحكومية .
أزمة المواصلات في دمشق وريفها باتت أمراً غير عادي وغير مقبول مع ازدياد برودة الحواجز وتضييقها على المواطنين وقلة الأليات أصبح المواطن عاجزاً عن تقديره للوقت المستغرق لوصوله إلى عمله أو قضاء أموره في داخل هذه المدينة.
باختصار عزيزي متابع “صوت العاصمة” قد تصل لمكان عملك فعلاً ولكن مع انتهاء وقت الدوام وعندها عليك أن تستعد لمعركة العودة لمنزلك في حضرة الطقس الشتوي حالياً.