حذر ممثلو المنظمات الإنسانية والإغاثية من كارثة قالوا إنها على وشك الوقوع في مخيمات اللاجئين في اليونان، نتيجة استمرار تدفقهم إلى الجزر اليونانية عبر تركيا، وتعامل السلطات اليونانية معهم وفق سياسات قصيرة الأمد.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن الاستشارية “صوفي مكان” العاملة في منظمة “أطباء بلا حدود” أن أكثر من 24 ألف لاجئ يعيشون وسط ظروف مروعة، تتضمن نقصاً في التغذية والتعرض للدغات العقارب والأفاعي وانتشار القوارض والروائح القذرة، ما دفع بعضهم لإيذاء أنفسهم، مشيرةً إلى أن الفرق الصحية التابعة للمنظمة استقبلت خلال 73 طفلًا، ثلاثة منهم حاولوا الانتحار و17 عمدوا لإيذاء أنفسهم خلال شهري آب وتموز الفائتين.
وأضافت الاستشارية أن مستوى المعاناة الإنسانية لا يمكن وصفه وأنها تعاني من إيجاد مصطلحات ملائمة لوضع ” اللا إنسانية” الذي تعيشه أوروبا، في إشارة منها إلى التعامل الأوروبي مع قضية اللاجئين.
ولفتت “صوفي” أن الاتفاق الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا كان من المفترض أن يقلص أعداد اللاجئين، ويتيح بدائل قانونية لوصولهم عوضاً عن التعامل مع المهربين، لكنه أنشأ بدلا ًمن ذلك مخيمات تسلب كرامة الناس وتجبرهم على العيش في ظروف مروعة.
وبحسب “صوفي” فإن المنظمات الإنسانية في أثينا تعتقد أن خفر السواحل التركي قام بالتخفيف من دورياته بشكل متعمد، ما سمح بزيادة عدد الواصلين إلى اليونان بشكل كبير، مضيفةً أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليونانية لمواجهة الأزمة اقتصرت على نقل نحو 1800 لاجئ من جزيرة ليسبوس إلى البر الرئيسي.
وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصول أكثر من 13 ألف شخص إلى الشواطئ اليونانية خلال الشهرين الفائتين، وأن ثلثهم من القاصرين الذين جاؤوا وحدهم دون مرافق بالغ، لافتةً أن هذا العدد يفوق نصف الواصلين إلى اليونان عبر البحر منذ بداية العام الحالي.
وقالت المتحدثة باسم هيئة الصليب الأحمر الدولية ومجتمعات الهلال الأحمر في أثينا “صوفيا مالمكفيست” إن المنظمات الإنسانية أبدت عجزها حيال تلبية متطلبات اللاجئين المتزايدة أعدادهم، بعد فرض الحكومة التركية قرارات تتعلق بترحيل الأجانب المخالفين لقوانين الإقامة على أراضيها.
وأضافت صوفيا أن الظروف السيئة التي يعاني منها اللاجئون مقلقة للغاية، وستزداد سوءاً مالم يتم وضع خطط طويلة الأمد من قبل السلطات اليونانية، مشيرةً إلى أن الإجراءات اليونانية مؤقتة ولا يمكن استخدامها في فصل الشتاء.
وأكد وزير الخارجية اليوناني “نبكوس دينداس” خلال لقائه مع نظيره الألماني في برلين يوم أمس الاثنين 16 أيلول، على ضرورة التزام أنقرة بالاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، الذي يقضي بمنع الهجرة إلى أوروبا، مؤكداً أن الاتفاق قلص من وصول اللاجئين إلى أوروبا بنسبة 90% عن الأعوام السابقة التي كانت تسجل وصول أكثر من ألفي لاجئ بشكل يومي.