أكثر من عشرون يوماً على انقطاع مياه الشرب عن العاصمة دمشق، واعتماد المياه المعدنية الموجودة في الأسواق للشرب والطبخ، وكالعادة الشارع متقبل لأي إشاعة يتم ترويجها، فكانت أكثر الاقاويل التي طُرحت في الأيام الماضية أن النظام يستجر مياه الصهاريج من الصرف الصحي، لتاتي إشاعات أخرى بتسميم النظام لمياه الصهاريج، واخيراً طالت الشائعات المياه المعدنة المغلفة التي حصرت حكومة النظام على سحبها من السوق واحتكارها لتوزيعها على الناس بالسعر الرسمي عبر المؤسسات الاستهلاكية والسيارات الجوالة.
التسمم بالمياه المعدنية كان حديث الشارع وبعض مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية، وذلك بعد حدوث عشرات الحالات من التسمم بفعل المياه مجهولة المصدر التي يأتي بها السكان من آبار أو سيارات جوالة غير مرخصة، كل هذه الحوادث أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الدمشقي بين مؤكد للأمر ونافياً له حيث لا دلائل منطقية حتى الآن على تلوث المياه المعدنية.
فريق صوت العاصمة أجرى عدة لقاءات مع شخصيات مختلفة من المجتمع القاطن في دمشق، للتأكد من صحة المقولات المنتشرة حول توزيع النظام لمياه الشرب المُعاد تعبئتها، فقالت أم احمد التي تسكن في مشروع دمر، أنها تحصل يومياً على مياه الشرب من السيارات الجوالة التابعة للمؤسسة الاستهلاكية، وتؤكد أن العبوات مغلقة ومختومة ولم تسمع عن حالات مشابهة حدثت في منطقتها بفعل مياه الشرب.
أما الطبيب “محمد” الذي يعمل في إحدى المشافي الحكومية، أكد أن التسمم عبر المياه المعدنية أمر لا منطقي، ولم يصل إلى المشافي الحكومية حالات مشابهة، بالرغم من وصول عشرات الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم بفعل مياه الصهاريج الملوثة. وأنا شخصياً لا استخدم إلا المياه المعدنية، ولم أصب بأذى .
أما “ابو النور” وهو عامل في مقهى شعبي يقول: هذا الأمر ليس بجديد فمنذ زمن بعيد تعمد هذه المقاهي التي لا رقابة عليها أساساً إلى استخدام مياه التي تأتي من الحكومة للشاي والقهوة وإعادة تعبئة عبوات المياه المعدنية لتقديمها للزبائن الذين لا يكترثون أساساً لداخل العبوة.
أما ” ابراهيم” وهو مدير صالة في أحد مطاعم دمشق، يؤكد أنه من المستحيل اتباع هذه الطريقة لأنها ستضر حتماً بسمعة المطعم وتؤدي إلى اغلاقه، وليس بعاقل من يقوم بإعادة تغليف المياه المعدنية بعد تعبئتها من جديد، فالمواطن سوف يميزها من الطعم، في حال لم يكتشفها من طريقة التغليف الواضحة بأنها ليست أساسية.
وبالذهاب إلى مصادر المياه التي تغزو أسواق دمشق، فتأتي عبوات بقين والفيجة في المرتبة الأولى، لتحتل المرتبة الثانية مياه دريكيش والسن التي يأتي بها التجار من الساحل، فيما اعتمد بعض أصحاب الأموال على جلب مياه الشرب من لبنان لتوفرها بشكل أكبر واقتراب سعرها من المياه السورية، وبدون عناء الوقوف على طوابير الانتظار لتحصيل مياه الشرب اليومي .
ومن المتوقع أن يعود ضخ المياه إلى دمشق خلال أيام بحسب التصريحات الرسمية، حيث أن ورشات الصيانة كانت قد دخلت إلى عين الفيجة يوم أمس وبدأت بعمليات صيانة مستمرة على مدار الساعة.