بحث
بحث

81% من الألمان ضد الحجاب، ومصاعب تواجه اللاجئات العاملات

ترجمة صوت العاصمة

نشر موقع الفورين بوليسي تقريراً قال فيه إن النساء المحجبات في ألمانيا يواجهن مصاعب كبيرة من قبل ساسة البلاد وقوانينهم، وتأييد المجتمع الألماني الكبير لحظر الحجاب في ألمانيا، ما يشكل عائقاً كبيراً أمام اللاجئات السوريات بإيجاد فرص العمل والاندماج بالاقتصاد الألماني.

وقال الموقع في تقريره إن أسباب تلك الصعوبات تعود إلى أن صناع السياسة الألمان واجهوا مشكلة في دمج الوافدين الجدد للانخراط في القوى العاملة في البلاد، بعد استقبال أكثر من مليون لاجئ سوري معظمهم من المسلمين، لجوانب عميقة تتعلق بالهوية الأمنية والعرق الألماني.

وتابع الموقع أن الحجاب أصبح رمز من رموز التوتر، وأثر بشكل متزايد في البيانات الاقتصادية للبلاد، في الفترة التي سبقت الانتخابات الفيدرالية عام 2017، حيث أشار الحزب الديمقراطي المسيحي لمعارضته للحجاب الإسلامي، إضافة لتصريحات وزير الداخلية السابق “توماس دي ميزير” بأن ألمانيا ليست بلاد “البرقع” من جهة، وتصريحات ميركل التي أكدت خلالها تأييدها حظر الحجاب أينما كان لكن بطرق قانونية.

وأضاف الموقع: “يتفق معظم الألمان على أن الحجاب التقليدي الذي يغطي شعر الرأس فقط لا ينبغي حظره في كل مكان، لكنهم منقسمون في إمكانية اعتباره مقبولاً من الناحية الثقافية، ويبقى الأمر بين متقبل للحجاب ومعترض عليه مثار جدل بين الألمانيين”.

وأشار الموقع في تقريره إلى أن هيئة الإذاعة الألمانية ARD أجرت استطلاعاً كانت نتيجته أنه نحو 81% من الألمان يؤيدون حظر الحجاب الإسلامي الكامل للوجه في المؤسسات الحكومية والمدارس، وهو ما قامت به الحكومة على الرغم من أن ألمانيا لم تصل لحد الحظر الكامل المعمول به في فرنسا.

وقال العديد من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في وقت سابق إن المسؤولين الألمان أعربوا عن تفاؤلهم بأن وجود اللاجئين سيعزز النمو المستقبلي لبلدهم المليء بكبار السن، إلا أن هذا القول يجب بناؤه على عدم وجود عقبات تمييزية أمام طالبي اللجوء الذين يبحثون عن عمل ويسعون للانخراط في المجتمع.

ووفقاً لدراسة استقصائية أجراها معهد بحوث التوظيف التابع للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين واللجنة الاجتماعية والاقتصادية في ألمانيا عام 2018، فإن مشاركة اللاجئات في سوق العمل أقل بكثير من معدل نظرائهن الذكور، حيث بلغت نسبة النساء 6% مقابل 27% من الذكور، وأرجعت الدراسة أن نسبة الانخفاض ترجع إلى كبح النساء المهاجرات بسبب المعايير الأسرية التي تترتب عليهن من جهة تربية عدد كبير من الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن مشاركة المرأة في العمل دون أن يكون لديها أطفال أعمق بكثير من تلك التي لديها أطفال، لافتاً أن أحد العوامل أن اللاجئات السوريات لديهن خبرة عمل أقل في بلدانهن الأصلية وأنهن بحاجة للتسجيل في دورات اللغة الألمانية.

وأكد الفورين بوليسي أن النساء السوريات المتعلمات اللواتي يعشن في ألمانيا يجدن صعوبة في العثور على عمل بسبب ارتدائهن الحجاب، ما يتناقض مع سياسة ميركل المنفتحة على اللاجئين لإعادة تأهيلهم وتشغيلهم في المؤسسات الألمانية، لتحقيق مكاسب اقتصادية.

وبحسب التقرير فإن الموقع أجرى لقاء مع اللاجئة السورية “إيمان محمد” المقيمة في ألمانيا منذ عام 2016، والتي تعمل طبيبة للأسنان فيها، مشيراً إلى أن تحدثها الألمانية بطلاقة هو ما يمكنها من التواصل مع الأطباء المحترفين، إلا أن تدربها في العيادات شكل معاناة بالنسبة لها.

وقالت إيمان: “لقد نظروا إلى طلبي وأحبوا مؤهلاتي واتصلوا بي لإجراء مقابلات معهم، لكن عندما رأوني بالحجاب بدا الأمر وكأن شيئًا قد تغير، لقد سألني البعض إذا كنت مستعدةً لخلعه عندما قلت لا، طلبوا مني انتظار ردهم”.

وتساءلت إيمان عن علاقة الحجاب بكونها طبيبة أسنان وأضافت أن مهارتها في رأسها وليس في شعرها، أمان تعرف أخريات وقعن بنفس المأزق وإحداهن تدعى ميس وتتمنى أن تعمل مستشارة ضريبية وتحاول الحصول على فترة تدريب داخلي لكنها تخشى من احتمالات فشلها بسبب الحجاب .ووباء النازيين الجدد في ألمانيا.

ولفتت إيمان أن اللاجئات يعترفن بعدم قدرتهن على إثبات ادعائهن بالتمييز بأدلة وثائقية، لكن أصحاب العمل يمكنهم دائمًا مواجهة تأكيداتها بالقول إنها لا تملك المؤهلات الدقيقة التي يبحثون عنها. وتساءلت إيمان إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يزعجني الاتصال بي لإجراء مقابلة، وفي الوقت نفسه  قالت إيمان إن الرفض موجه إليها بشكل يومي وهي تتنقل في ألمانيا ، وقالت إن الرجال غالباً ما يشيرون إليها في الشوارع أو المواصلات العامة أو يلفون أعينهم في اتجاهها مما يشير إلى أنهم لا يوافقون على ملابسها.

وتابعت إيمان أنها يمكن أن تتعامل مع الإهانات اليومية ، لكن من الصعب التغلب عليها خارج العمل، مضيفةً: “أنا ممتنة لأنني هنا وليس في سوريا حيث يمكن أن يعتقلنا الأسد ولكني أريد أن أكون قادرة على كسب قوت يومنا والعيش باحترام”.

وبحسب التقرير فإن إيمان حصلت في محاولتها الخامسة على ورشة عمل لتدريب الأسنان، وقالت إن البحث عن وظيفة طويلة الأمد تركها في حالة من الإحباط، لكن رغم ذلك فإنها لن تسمح لتلك الأمور بالتأثير على كيفية تربيتها لابنتها التي تصر على أنها ستتمتع بالحرية ذاتها ما إذا كانت ترتدي الحجاب مستقبلا أم لا.

أحد العاملين بالاستطلاع ويدعى “بروكر” يقول إن بحثهم وجد أن أكثر من 80% من اللاجئات يرغبن في الحصول على وظيفة عاجلاً أم آجلاً، وأن معظم اللاجئين يدعمون المثل الديمقراطية بمعدلات أكبر من المواطنين الألمان.

وأضاف بروكر: “ومع ذلك تلعب الصور النمطية الثقافية دورًا في عرقلة اللاجئات المسلمات من دخول سوق العمل، ومن الصعب الحصول على وظيفة إذا كنت ترتدي الحجاب، لأن الصور النمطية الثقافية تدخل حيز التنفيذ.، يحدث هذا أكثر مع الإناث لأنهن يرتدين علامات واضحة على الاختلافات الدينية أو الثقافية و هذا هو السبب في أنه يؤثر على مشاركة الإناث أكثر”.

ومن جهته، قال المتحدث باسم مكتب مفوضية اللاجئين في برلين “كريس ميلزر” إن المواقف الألمانية تجاه الحجاب لا تنبع بالضرورة من الخوف من الإسلام، ويعتقد الكثيرون في ألمانيا أن الحجاب يظهر عدم المساواة، ومساواة المرأة مهمة للغاية في ألمانيا.

المصدر: موقع فورين بوليسي

اترك تعليقاً