بعد أن كان مطار دمشق الدولي مهماً للسفر إلى جميع دول العالم ومنطلق الشباب السوري إلى تركيا ودول الجوار، أصبح اليوم خالياً من المسافرين إلا ما ندر، ومرتعاً للميليشيات الأجنبية والحملات الشيعية التي تستهدف زيارة الأماكن المقدسة في دمشق.
عندما تستقل سيارتك لتخرج إلى المطار بقصد السفر، يجب عليك أن تجهز مبلغاً مالياً مخصصاً لمرحلة ما قبل دخول المطار، وهي الحواجز الموجودة على الطريق. فهنا لديك خيارين إما أن تدفع على حقيبة 500 ليرة سورية، أي ما يعادل دولاراً واحداً، أو أن يتم نبش الحقائب بالكامل من قبل الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري والتي تتمركز عند الجسر السابع ومدخل المطار، وتقوم باعتراض المسافرين بأسئلة استفزازية مذلة كــ (وين هربانين، لوين مقلوع وليش ؟؟).
وعندما تصل إلى ربوع المطار يجب عليك أن توقف سيارتك بعيداً عن المدخل، وتكمل الطريق مشياً بعد أن تدفع مبلغ 200 ليرة سورية للحصول على العربة المخصصة لنقل الحقائب.
عند دخول حرم المطار وللوهلة الأولى، تظن نفسك أنك داخل قطعة عسكرية في حالة حرب، حيث العناصر في كل ركن وزاوية، والكاميرات تراقب كل شبر من المطار، ونظرات المدججين بالسلاح لك دوماً على أنك إرهابي تريد الهروب مالبلد لأنك لا تحب نظامهم ولا تريد البقاء للدفاع عن الأرض.
يُعتبر الحرس الجمهوري هو المسؤول عن حماية طوق المطار بالاشتراك مع ميليشيات محلية وأجنبية متنوعة، وعند قدوم أي وفد أجنبي أو طائرات محملة بالمقاتلين لا تتدخل القوات المحلية مهما كانت سلطتها في المطار، ويبقى الأمر مسؤولية الميليشيات الأجنبية المتواجدة، فالمقاتلين العراقيين يتم تفتيشهم من قبل الميليشيات العراقية الموجودة في المطار، والإيرانيين من قبل عناصر آخرين إيرانيين. فيما يُعتبر أمن الرابعة (وهو جزء من الفرقة الرابعة، أشهر فرقة عسكرية تابعة للنظام السوري) السلطة الأعلى داخل مطار دمشق الدولي، حيث تسير كافة الأمور وحتى الجمارك، ولكنها لا تتدخل بشكل مباشر إلا في حال حدوث مشكلة كبيرة.
ويبقى الفيش الأمني وحماية قاعات الانتظار والتأكد من عدم تهريب عملات أجنبية وفحص الوزن الزائد مسؤولية قوى المخابرات الجوية، التي تقوم أيضاً بدورها بالتشبيح على الناس بغية الحصول على الأموال، وغالباً ما يتم تفريغ المسافر من
كافة النقود السورية التي يحملها بشكل علني قبل الصعود إلى الطائرة من قبل المخابرات الجوية.
مكاتب التخليص الجمركي وعلى عكس بقية دول العالم، تابعة لأجهزة المخابرات نفسها، فغير مسموح لأي مخلص جمركي العمل في المطار إلا المكاتب الموجودة فيه ، ويتم تسيير كافة المعاملات والشحنات ضمن دائرة مغلقة تحكمها أجهزة أمنية، تُدار بها عمليات التخليص الجمركي لمن يريد أن يصدر أو يستورد بضائع.
وفي مظهر غير حضاري بالنسبة لمكان يُعتبر بوابة البلد، تجد مئات الناس الذين يفترشون الأرض نياماً، منتظرين قدوم موعد الطائرات التي غالباً ما تتأخر أو يتم إلغاء رحلتها لأسباب غير معروفة، أو حتى بيع إحدى التذاكر لشخص آخر بعد تدخل الوساطات والمحسوبيات، فيصل المسافر إلى المطار ليجد أن تذكرته قد بيعت لشخص آخر. وتُعتبر رحلات دمشق – القامشلي من أكثر الرحلات التي يتم فيها ابتزاز المواطنين، فأسعار التذاكر غير ثابتة، وأصبحت الرحلات محصورة ضمن مافيا مختصة بنقل المسافرين تعمل على سرقتهم بشكل علني، وتأخذ ثمن النقل حتى بالطائرات العسكرية التي خصصها رأس النظام السوري مجاناً لنقل المواطنين من وإلى القامشلي.
وتمتلك الشركة السورية للطيران طائرة واحدة فقط للرحلات الخارجية وأخرى للداخلية، فيما تتواجد على أرض المطار شركات أخرى تابعة بشكل مباشر لرامي مخلوف ابن خال رأس النظام، وهي “أجنحة الشام، فلاي داماس” والتي تملك عدة طائرات مستأجرة تسافر برحلات إلى روسيا وإيران والعراق وماليزيا وبيروت والسودان، وتعتبر شركة أجنحة الشام هي الأقوى في الساحة حالياً وعلى تواصل مع شركات طيران أخرى، حيث يتم نقل المسافرين إلى بيروت أو بغداد ليسافروا إلى بلدان أخرى بدل الخروج براً إلى بيروت.