قال الرئيس الشرع إن أحد أبرز أهداف زيارته إلى واشنطن هو إرساء علاقة بنّاءة بين سوريا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين خلال الـ 100 عام الماضية لم تكن في مستوى التطلعات.
وأوضح الشرع في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، أن استقرار سوريا ينعكس على استقرار المنطقة بأكملها، وأن أي اضطراب داخلها “يؤثر بالضرورة على محيطها الإقليمي”. وأكد أن القتال ليس عيباً إذا كان من أجل قضية عادلة، مضيفاً: “لقد خضتُ حروباً كثيرة، لكنني لم أتسبب يوماً في مقتل إنسان بريء.”
وأشار إلى أن المنطقة تأثرت طويلاً بالسياسات الغربية والأمريكية، لافتاً إلى أن كثيراً من الأميركيين باتوا اليوم يتفهمون خطأ بعض تلك السياسات، فيما تستمر بعض الأطراف – بحسب قوله – في توظيف الانتماء الطائفي أو الديني لتحقيق مصالحها السياسية.
وفي سياق حديثه عن مكافحة الإرهاب، شدّد الرئيس الشرع على أن سوريا خاضت حرباً ضد تنظيم “داعش” لمدة 10 سنوات دون أي تنسيق مع قوى غربية، محذراً من أن بقاء سوريا مقسّمة أو وجود قوات أجنبية خارج سيطرة الدولة يشكّل البيئة المثلى لعودة التنظيم.
وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، كشف الرئيس الشرع أن الولايات المتحدة تشارك في المفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم موقف دمشق ويسعى للتوصل إلى حل سريع.
وأضاف أن مقترح جعل المنطقة الجنوبية منزوعة السلاح يواجه صعوبات، متسائلاً: “إذا استخدمت بعض الأطراف هذه المنطقة لمهاجمة إسرائيل، فمن يتحمّل المسؤولية؟” مؤكداً أن الأرض السورية يجب أن تبقى خاضعة لسيادة الدولة السورية وحدها.
وأشار إلى أن إسرائيل تبرر تدخلها في سوريا بذريعة تهديد الميليشيات الإيرانية وحزب الله، في حين أن القوات السورية هي من أنهت وجود تلك المجموعات داخل البلاد، معتبراً أن التحركات الإسرائيلية تنبع من طموحات توسعية لا من مخاوف أمنية.
ونوّه الرئيس الشرع إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 1000 غارة جوية على الأراضي السورية منذ 8 كانون الأول 2024، استهدفت مواقع عدة بينها القصر الجمهوري ووزارة الدفاع.
