قال الرئيس الشرع إن زيارته إلى البيت الأبيض ولقاءه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكلان بداية جديدة لعلاقات استراتيجية بين سوريا والولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده لم تعد تُعدّ تهديداً أمنياً لواشنطن، بل أصبحت حليفاً جيوسياسياً وشريكاً في الاستقرار الإقليمي.
وأوضح الشرع، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن سوريا كانت خلال العقود الستة الماضية بعيدة عن واشنطن ومعزولة عن معظم دول العالم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض منذ تأسيس الدولة السورية.
وأكد أن المباحثات تناولت ملفات الحاضر والمستقبل وفرص الاستثمار في سوريا، ولا سيما في مجال استخراج الغاز، لافتاً أنه بحث مع الرئيس الأمريكي مسألة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لافتاً إلى أن مجلس الأمن اتخذ قراراً برفع العقوبات عن عدد من الشخصيات السورية، من بينهم هو نفسه.
وفي ما يتعلق بمحاربة تنظيم “داعـ,ـش”، أكد الرئيس الشرع أن سوريا خاضت معارك طويلة ضد التنظيم على مدى عشر سنوات، وشدد على ضرورة أن يكون أي وجود أمريكي في البلاد منسقاً مع الحكومة السورية.
وأشار إلى إمكانية التوصل إلى “اتفاق أمني” مع إسرائيل بوساطة أمريكية، لكنه استبعد في الوقت ذاته انضمام سوريا إلى “اتفاقات أبراهام”، موضحاً أن وضع سوريا يختلف عن أوضاع الدول الموقعة على تلك الاتفاقات، نظراً لاستمرار احتلال إسرائيل أراضي سورية منذ عام 1967.
وأوضح أن إمكانية لعب الولايات المتحدة دور الوسيط في المستقبل تبقى قائمة، لكن هذا الخيار “غير مطروح حالياً”.
وتعهد الشرع ببذل كل الجهود الممكنة لتقديم أي معلومات قد تساعد في كشف مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس والمواطنين الأمريكيين المفقودين خلال الحرب.
يُذكر أن الرئيس الشرع التقى الرئيس ترامب في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية البلدين وعدد من كبار المسؤولين، حيث وصف ترامب اللقاء بأنه “نقطة توافق كاملة”، معرباً عن ثقته بقدرة الرئيس الشرع على قيادة سوريا نحو النجاح.
وأكد ترامب أن واشنطن تعمل بالتنسيق مع إسرائيل للتفاهم مع سوريا، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لجعل سوريا دولة مستقرة ومؤثرة، وأنها ترى فيها جزءاً محورياً في مستقبل الشرق الأوسط.
