قالت وكالة رويترز، الثلاثاء 16 أيلول الجاري، إن دمشق تعمل على تسريع وتيرة محادثاتها مع تل أبيب تحت ضغط أمريكي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل سوريا أن يؤدي إلى استعادة الأراضي الي استولت عليها إسرائيل مؤخراً، لكنه سيبقى أقل بكثير من معاهدة سلام شاملة.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر مطلعة على المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، أن واشنطن تدفع باتجاه تحقيق تقدم كافٍ قبل اجتماع قادة العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، بما يتيح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن اختراق دبلوماسي.
وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أن “الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع اتفاق أمني”، قائلاً إنّ “هذا أمر شخصي بالنسبة لترامب”، لكنه أضاف: “إسرائيل لا تعرض الكثير”.
وبحسب مصادر غربية وإسرائيلية، فإن الرئيس الشرع، رغم رغبته في إرضاء واشنطن عبر تسريع المحادثات، يبقى حذراً ويعتبر أن الظروف غير ناضجة لاتفاق سلام شامل.
وأشارت المصادر إلى أن المقترح السوري يهدف إلى ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي سيطرت عليها في الأشهر الماضية، وإعادة تفعيل المنطقة العازلة منزوعة السلاح وفق اتفاق الهدنة لعام 1974، ووقف الغارات الجوية والتوغلات البرية الإسرائيلية.
وأكدت ستة مصادر أن إسرائيل غير مستعدة على المدى الطويل للتخلي عن الجولان، وبدلاً من ذلك، طرحت أمام المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم برّاك مقترحاً يقضي بانسحابها من جنوب سوريا مقابل تخلي الشرع عن الجولان.
ونقلت الوكالة عن مسؤول سوري، أن الرئيس الشرع يدرك أن “أي تنازل عن الجولان يعني نهاية حكمه”، وأبلغ باراك أن أي اتفاق أمني يجب أن يستند إلى خطوط 1974.
ولفت المسؤول إلى أن كلا الجانبين “يستكشفان مجالات مشتركة”، بينما ذكرت رويترز” أن المفاوضات تسير وفق نهج تدريجي شبيه بالاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل مع مصر ومهدت لتطبيع العلاقات عام 1980، وشملت استعادة سيناء التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
ورفض وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال محادثات باريس، فكرة الممر الإنساني إلى السويداء معتبراً أنه انتهاك للسيادة السورية، وفق مصدر مطلع على النقاشات.
واتفق الجانبان على أن استقرار الجنوب السوري أساسي لمنع عودة عملاء مرتبطين بإيران أو ميليشيا حزب الله أو فصائل فلسطينية، وفقاً للوكالة.