صوت العاصمة – خاص
منذ صدور قرار إغلاق ساحة المرجة أمام حركة المرور، تشهد العاصمة دمشق واحدة من أكثر الأزمات المرورية تعقيداً في السنوات الأخيرة، وسط استياء واسع من السكان وسائقي السيارات وأصحاب المحال التجارية في المنطقة.
الساحة التي تُعد نقطة وصل مركزية بين أحياء دمشق القديمة والحديثة، تحوّلت إلى “عنق زجاجة” مروري، مع تكدّس السيارات في الشوارع المحيطة، التي لا تتسع أساساً لحجم الضغط اليومي، وفي أوقات الذروة، تتوقف حركة السير بشكل شبه تام لفترات طويلة، ما ينعكس سلباً على حياة المواطنين وتنقلاتهم اليومية.
عناصر شرطة المرور المنتشرين في المنطقة عبّروا عن صعوبة التعامل مع الوضع الراهن، مؤكدين أن القرار جاء دون دراسة كافية، وتسبب بضغط كبير على كوادرهم، وسط احتجاجات متكررة من المواطنين.
وقال أحد العناصر لصوت العاصمة إنهم أبلغوا مديرية هندسة المرور والنقل مراراً بتداعيات الإغلاق، لكن دون أي تجاوب يُذكر.
ومع افتتاح مركز الأحوال المدنية وفرع الهجرة والجوازات في مجمع يلبغا الواقع ضمن الساحة، تضاعف عدد المراجعين،
ما فاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.
غياب أماكن مخصصة لركن السيارات، إلى جانب ضيق الشوارع المحيطة، جعل من الوصول إلى المجمع تحدياً يومياً للمواطنين، وأدى إلى تعطيل مصالحهم وتأخير معاملاتهم.
من جهتهم، عبّر عدد من أصحاب المحال التجارية في ساحة المرجة ومحيطها عن استيائهم من القرار، مؤكدين أنه ألحق ضرراً مباشراً بالحركة التجارية، خاصة في ظل منع دخول السيارات إلى المنطقة، ما جعل عمليات الشحن والتفريغ شبه مستحيلة.
وفي ظل تفاقم الأزمة، يطالب سكان دمشق وسائقو السيارات والتجار بإعادة فتح ساحة المرجة أمام حركة المرور، وتوفير حلول تنظيمية عاجلة تضمن انسيابية السير وتخفيف الضغط عن المنطقة.
فالساحة ليست مجرد مكان أثري، بل شريان حيوي في قلب العاصمة، وإغلاقه دون بدائل مدروسة قد يُفضي إلى شلل مروري يصعب احتواؤه، ويُحمّل شرطة المرور والمواطنين أعباءً لا يمكنهم وحدهم تحملها.