كشفت مصادر مصرفية ووثائق اطلعت عليها وكالة “رويترز”، أن الحكومة السورية تستعد لإصدار أوراق نقدية جديدة مع حذف صفرين من العملة الحالية، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لاستعادة الثقة بالليرة السورية التي فقدت أكثر من 99% من قيمتها منذ عام 2011.
وبحسب ما نقلت “رويترز”، فقد أبلغ مصرف سوريا المركزي البنوك الخاصة منتصف آب الجاري بنيته المضي قدماً في الخطة، مشيراً إلى أن الهدف منها هو تسهيل المعاملات اليومية وتعزيز الاستقرار النقدي بعد سنوات من التدهور الحاد.
وفي اجتماعات مغلقة ترأسها نائب محافظ المصرف المركزي مخلص الناظر، طُرحت تفاصيل الخطة التي ستشمل إصدار أوراق نقدية جديدة مطبوعة عبر شركة “جوزناك” الروسية الحكومية، ووفق ما أكد مصرفيون ومصدر اقتصادي سوري لـ “رويترز”.
وجرى الاتفاق خلال زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى موسكو في تموز الماضي، في استمرار للتعاون مع الشركة التي تولت طباعة العملة السورية في عهد نظام الأسد.
وتشير الوثائق إلى أن المصرف المركزي أصدر تعميمات للبنوك تطلب منها تجهيز بنيتها التحتية، من أجهزة عد النقود إلى أنظمة التخزين والمراقبة، استعداداً للتعامل مع الفئات الجديدة ابتداءً من منتصف تشرين الأول المقبل. كما تقرر أن تكون هناك فترة انتقالية تمتد 12 شهراً، تسمح بتداول الأوراق النقدية القديمة والجديدة حتى الثامن من كانون الأول2026.
ويرى خبراء أن لهذه الخطوة بعداً سياسياً يتجاوز الجانب الاقتصادي، إذ يشكل التخلص من الأوراق التي تحمل صور بشار الأسد ووالده حافظ إشارة إلى طي صفحة أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.
ومن المقرر أن تتزامن عملية الطرح الرسمي مع الذكرى السنوية الأولى لسقوط النظام في الثامن من كانون الأول المقبل، وسط خطة لحملة إعلامية واسعة لشرح التغييرات للمواطنين.