قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، السبت 26 تموز الجاري، إنّ بلاده رصدت تحركات في شمال وجنوب وشرق وغرب سوريا بعد انفجار الوضع في محافظة السويداء، ما دفع أنقرة لإطلاق تحذير لـ “الأطراف الانفصالية”.
وأوضح فيدان أنّ تركيا حذّرت من أنّها ستتدخل لمنع تقسيم سوريا بعد رصدها لاستغلال مجموعات لما جرى في السويداء، قائلاً: “كتركيا، توجب علينا إطلاق تحذير وقمنا بذلك، لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها”، وفق وكالة الأناضول.
وأشار فيدان إلى أنّ تركيا ودول عديدة أكّدت مرات عدة على ضرورة احترام الحكومة السورية هوية كافة أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، موضحاً أنّه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وأضاف أنّ تركيا بعثت الرسائل نفسها إلى إسرائيل عبر قنوات استخباراتية ومحادثات مع محاورين آخرين، قائلاً: “فيما يتعلق بسوريا، نقول: لا يجوز لأحد المساس بسلامة أراضيها ولا ينبغي أن تُشكل سوريا تهديدا لأي دولة في منطقتها، ولا ينبغي لأي دولة أن تُشكل تهديداً لها”.
وفيما يتعلق بالاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء، قال فيدان: “بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في الصراع بين البدو والدروز. وكان اعتراضنا الاستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص”.
وبيّن فيدان أنّ الأطراف اجتمعت في عمّان الأسبوع الماضي وتوصلت إلى تفاهم، لكن فرعاً واحداً فقط من الدروز بدأ باستخدام لغة معادية تماماً للاتفاق والوفاق، وأن ذلك الطرف استخدم لغة مفادها أنّهم “سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال”.
وأوضح أنّ الرئيس الشرع طبّق سياسة شاملة تجاوز التوقعات، وأكّد على ضرورة عدم انحياز الحكومة لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم، وأن الرئيس الشرع تدخّل في هذه القضايا بالموارد المتاحة له.
وأكّد فيدان على أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي، مشدّداً على أهمية الوحدة والنظام والسلام في الدول المجاورة لتركيا.
والسبت 19 تموز الجاري، أعلنت رئاسة الجمهورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار ودعت جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بهذا القرار.
من جهتها، أبدت الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، استعدادها للتعاون مع كل من يسعى بصدق إلى وقف نزيف الدم وإنهاء الاقتتال في السويداء، مؤكدة أن الحل لا يكون بالسلاح بل بالاحتكام للعقل والحكمة.