بحث
بحث
مشفى تشرين العسكري في دمشق - انترنت

معتقلون سابقون في صيدنايا يروون معاناتهم داخل مشفى تشرين العسكري


قال معتقلون سابقون في سجن صيدنايا إنّهم تعرّضوا للضرب والتعذيب في مستشفى تشرين العسكري بالعاصمة دمشق، وعاشوا لحظات مروّعة بدلاً من العلاج.

وذكر محمد نجيب لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّه كان يأمل في أن يجنبّه النقل إلى المستشفى بعضاً من العذاب الذي يتعرّض له في سجن صيدنايا، حيث كان معتقلاً، لكنه صار بعد ذلك مرعوباً من الذهاب إليه، إذ إنّه كان يتعرّض للضرب بدلاً من العلاج.

وأوضح نجيب أنّه يُعاني تكوّراً في أسفل الظهر بعد خروجه من السجن عقب سقوط النظام المخلوع، يجعله بالكاد قادراً على السير على أقدامه.

ورغم ذلك، أصرّ نجيب على الذهاب في جولة إلى مستشفى تشرين أكبر المرافق الطبية العسكرية في دمشق.

وقال نجيب، في أثناء عودته إلى المستشفى برفقة اثنين من زملاء زنزانته في صيدنايا: “كنت أتعذب كثيراً ولا أريد القدوم، لأنه مرعب جداً”.

وأضاف: “كنت أخاف كثيراً من مستشفى تشرين، لأنّهم كانوا يضربوننا كثيراً، عذاب كبير. لم أكن أريد الذهاب إليه، لأنني كنت أخاف منه كثيراً.. وأتعرّض للضرب لكوني غير قادرٍ على المشي”.

وأكّد نجيب أنّه لم يتلقَّ العلاج اللازم لآلام ظهره، إذ منعه سجّانوه من أن يبوح للأطباء بحقيقة ما يشعر به، والاكتفاء بالقول إنّه يُعاني عوارض مرض السل الذي كان منتشراً في سجن صيدنايا.

من جانبه، أوضح هاني مجلي، عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، أنّ “بعض العاملين الطبيين في عدد من هذه المستشفيات العسكرية كانوا يساعدون في الاستجوابات والتعذيب، وربما حتى يحرموا الموقوفين من العلاج”.

وروى معتقلون سابقون في صيدنايا تجربتهم المريرة كلما عانوا عوارض المرض، وكان الحراس يبدأون في ضرب النزلاء بمجرد إخراجهم من زنزاناتهم إلى المستشفى، ومنه إلى مبناه الرئيسي لمقابلة الأطباء، قبل إعادتهم إلى السجن.

وأشار نجيب إلى أنّه تعرّض ونزلاء آخرون للضرب المبرح قبل 3 أعوام في السجن، لمجرد تحدث أحدهم للآخر، كما عُذِّبوا باستخدام أسلوب “الدولاب”، حيث يتم وضع المعتقل داخل إطار سيارة قبل أن يتعرض للضرب.

ونقل عمر المصري البالغ من العمر 39 عاماً إلى المستشفى جرّاء إصابة في الساق ناتجة عن التعذيب، لكنه اضطر كغيره من النزلاء، إلى القول للطبيب إنّه يُعاني آلاماً في المعدة وارتفاعاً في الحرارة، لكنّ جرحه كان ظاهراً لدرجة لا يمكن تجاهله، ما دفع بالطبيب إلى معالجته.

لكن تجربته لم تكن غير مريرة، ففي أثناء انتظار تلقي العلاج، طلب منه أحد الحرّاس أن يقوم بـ “تحميم” نزيل آخر كان يُعاني إعياءً شديداً.

وقال المصري: “دخلت إلى الحمّام وأتيت بمياهٍ أمسح له وجهه ويديه، قبل أن يعود الحارس ويقول لي بغضب حمّمه”.

ونوّهت طبيبة مدنية إلى أنّها وزملاءها في مستشفى تشرين كانت لديهم أوامر صارمة بإبقاء الأحاديث مع السجناء في حدودها الدنيا، مضيفةً: “لم يكن المعتقل يجيب سوى بحجم السؤال، منهم من لم ينظر حتى في وجهي. لم يكن مسموحاً لهم أن يتكلموا”.