بحث
بحث
مظاهرة في ساحة السير وسط مدينة السويداء - انترنت

النظام السوري يتجه لقمع الاحتجاجات السلمية في السويداء بالقوة

دخلت الاحتجاجات في محافظة السويداء مرحلة جديدة يوم الأربعاء 28 شباط الجاري بعد مقتل أحد المحتجين جراء تفريق قوات الأمن التابعة للنظام السوري مظاهرة في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء بالقوة.

وتعتبر الحادثة هي الأولى من نوعها منذ أن اندلعت الاحتجاجات الشعبية في السويداء في 19 آب 2023 حيث تعاطى النظام السوري بحساسية بالغة مع المتظاهرين في المحافظة الذين ينتمون في غالبهم للطائفة الدرزية.

وتزامن تصعيد النظام السوري ضد المتظاهرين في السويداء مع عودة النشاط الروسي الفعال إلى ملف الجنوب السوري، بعد أن قلصت موسكو نشاطها في أعقاب اندلاع الحرب مع أوكرانيا، وفقاً لموقع تلفزيون سوريا.

وذكرت مصادر خاصة أن روسيا تركز منذ اندلاع الحرب على غزة على استعادة دور الوساطة في الجنوب السوري، حيث بدأت بنشر نقاط مراقبة بريف القنيطرة قرب الجولان ثم شرعت بتنفيذ دوريات جوية، والآن تقوم بالإعداد لتسيير دوريات برية بالتنسيق مع إسرائيل.

وأعلمت موسكو تل أبيب بأنها ستكثف جهودها لإبعاد الميليشيات المدعومة من إيران عن الحدود مع إسرائيل، ولن تعارض التوغل البري المحدود للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية عند وجود دواعٍ أمنية.

وتهدف روسيا من وساطتها تجديد التنسيق مع إسرائيل وتحييد سوريا عن أي تصعيد على خلفية الحرب الجارية في غزة وقد تعمل لاحقاً على جمع ضباط من النظام السوري مع ضباط إسرائيليين لمناقشة مخاوف تل أبيب.

ويعتقد النظام السوري وروسيا معاً أن إسرائيل تمتلك التأثير على الحراك في السويداء لو أرادت ذلك بحكم امتلاكها علاقات مؤثرة مع رجال دين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لهم وزن في الشارع السوري، مثل الشيخ موفق طريف.

كما يعول النظام السوري منذ انطلاق الاحتجاجات في السويداء على دور أردني لضبط الشارع المنتفض في السويداء بحكم علاقات مسؤولين أردنيين مع وجهاء وشخصيات دينية في السويداء.

وكشفت المصادر أنّ النظام السوري أوفد عدة مرات رئيس الاستخبارات العامة اللواء حسام لوقا إلى الأردن لمطالبته بالتدخل والتوسط لضبط الاحتجاجات في السويداء مقابل التجاوب بشكل أكبر مع مطالب الأردن المتعلقة بمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة.

وأبدى لوقا خلال اجتماعاته مع الأردنيين استعداد النظام السوري لمناقشة فكرة افتتاح معبر لمحافظة السويداء مع الأردن من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، وتسهيل التبادل التجاري لتنشيط الوضع الاقتصادي في المحافظة.

ويبدو أن النظام السوري يختبر مدى تقبل الدول المجاورة للجنوب السوري لموجة جديدة من التصعيد وتغاضيها عن استخدام الحل الأمني في السويداء، بعد أن عاد لفتح قنوات الاتصال مع هذه الدول، مستفيداً من أحداث غزة وما تبعها من وساطة إماراتية وروسية بينه وبين إسرائيل، بالإضافة إلى الرغبة باستغلال حاجة الأردن لضبط عمليات التهريب عبر الحدود.

وشهدت محافظة السويداء أول استخدام للقوة من قبل عناصر أمنية تابعة للنظام السوري في تفريق الاحتجاجات التي مضى على انطلاقتها أكثر من ستة أشهر، إذ جرى إطلاق النا  بشكل مباشر على المتظاهرين ما تسبب بمقتل جواد البارودي، والذي أكد الرئيس الروحي للطائفة الدرزية خلال تشييعه بأنّهم مستمرين في حراكم السلمي ولن ينجروا لاستخدام القوة كما يخطط النظام السوري.